صرّح وزير الخارجية مراد مدلسي بأن الجزائر تتابع باهتمام ما يحدث في الجوار من تحولات جذرية، وقال في حصة ''بيبلييوتيك ميديسيس'' للقناة البرلمانية الفرنسية، إنه لا يرى كيف يمكن للجزائر ألا تنظر ''باهتمام'' إلى ما يحدث في المنطقة مذكرا بأنه حدث بالجزائر سنة 1988 حركة ''تشبه كثيرا الحركات التي لوحظت في تونس ومصر''. وأضاف قائلا: ''أود أن أذكر بأنه وقعت بالجزائر سنة 1988 حركة تشبه كثيرا ما لوحظ في تونس ومصر. وكوننا انطلقنا في هذه الحركة منذ أزيد من 20 سنة فهذا يعبر جيدا عن خصوصية حالة الجزائر''. وذكر الوزير أيضا أن الجزائر خرجت من حرب أهلية دامت عشر سنوات و''تركت آثارا بالغة في ذاكرة الجزائريين وفي أجسادهم''. وأظهر مدلسي وهو يرد على سؤال لمنشط الحصة الصحفي الفرنسي، جون بيار الكباش (المولود في الجزائر)، أنه يقصد ما يقوله بتوصيف ''الحرب الأهلية''، وأن الأمر ليس سوء ترجمة للحرب على الإرهاب المتداولة في الخطاب الرسمي. وكرر الوزير لفظ ''الحرب الأهلية'' أربع مرات على الأقل في سياق التدليل على مخاوف الجزائريين من النزول إلى الشارع بعد تجارب مؤلمة سابقة، وقال إن أحداث الشغب الدامية التي وقعت سنة 2001 في الجزائر العاصمة ما زالت في الذاكرة. ''بالنسبة للجزائري الذي خسر مئات وآلاف الإخوان والأخوات خلال حرب أهلية فإن قطرة دم واحدة تسيل هي عبارة عن كارثة''. وأوضح مدلسي أن ''حق الإنسان هذا الذي نريد تعزيزه علينا تطبيقه نحن أكثر من الآخرين لأننا لسوء الحظ جد متحسسين حول مسائل الأمن وعلينا أن نطبقه أولا خدمة لأمن مواطنينا''. واعترف الوزير في رده على الصحفي أن للقرارات التي اتخذتها الحكومة برفع حالة الطوارئ صلة بما حدث في تونس ومصر، مؤكدا أن الجزائر قد أخذت حصتها ''من فائدة'' هذه العملية التي ولدت في تونس وتطورت في مصر''. وفي هذا السياق، اعتبر مدلسي أن النظام لا يمكن أن يكون ناجعا إذا لم يدمج التغيير. وقال إن التغيير لا يمكن تجنبه. هذا التغيير لا يمكن تجنبه في الداخل ولا يمكن تجاهله عندما نشاهد ما يحدث في الخارج''. وبخصوص قضية منح الرئيس بوتفليقة صفة رئيس مدى الحياة، قال مدلسي إن ذلك مستبعد، ورأى أن الجزائريين ينظرون إلى ذلك على أنه ''نكتة''، مضيفا: ''عندما حصل على الحكم في 1999 يقصد الرئيس كان هدفه تحقيق السلم والمصالحة الوطنية ووضع الاقتصاد على سكة النمو، هذه الأهداف قد تحققت بغض النظر عن موعد انتهاء ولايته، فقد أكمل مساره ومهمته''.