اعتبر الخبير الأمني عبدالعزيز مجاهد، أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، التي تأتي غداة اللقاء المنظم بسان كلود بفرنسا، تندرج في إطار المشاورات الدائمة والمنتظمة بين البلدين. وأضاف مجاهد في تصريح ل"البلاد" أن هذه الزيارة سمحت أيضا بالوقوف على الجهود الأخيرة المبذولة لتسريع تطبيق مسار تسوية الأزمة التي مست هذا البلد الشقيق والجار، والمنبثق عن الاتفاق السياسي ل 17 ديسمبر2015، مؤكدا في سياق حديثه، أن هذه الزيارة تندرج في الإطار الإيجابي الذي يعطي للجزائر مكانة إضافية ونقل وجهة نظر بين البلدين في إطار التسوية دون تدخل أطراف أجنبية وهو الموقف الذي دعت إليه دائما الجزائر ونجحت في تسطيره في سياستها الخارجية. وعن ربط الزيارة مع اللقاء الذي جمع المشير حفتر ورئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال الخبير مجاهد، هو اعتراف كلي من ليبيا للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إيجاد حل سلمي بمشاركة كل الأطراف والمشاورات مع المسؤولين الجزائريين التي تهدف دائما إلى العمل على استقرار وأمن ليبيا. من جهة أخرى، اعتبرالمراقب الدولي السابق في بعثة الأممالمتحدة للسلام، أحمد كروش أن زيارة سراج إلى الجزائر واضحة وتأتي في إطار التشاور بين البلدين واطلاع الجزائر على الاتفاق الذي تم بين المشير حفتر وبين فايز السراج مع الرئيس الفرنسي ماكرون، مؤكدا أن الجزائر لها دور فعال في تمكين الأطراف المتنازعة في ليبيا من إيجاد حل عن طريق الحوار والمشاورات دون تدخل أجنبي، قائلا "لا مصر ولا الإمارات ولا فرنسا تستطيع أن تسحب البساط من الجزائر التي كان لها دور فعال في تسيير سياستها التي ترمي إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، رغم أن كل الدول شاركت في إراقة الدماء في ليبيا، إلا الجزائر التي لم تلوث يدها بالدم الليبي وحافظت على نصاعتها". وأكد كروش أن الاتفاق الذي تم في فرنسا "مبتور" وناقص بحكم أن أكثر بنوده هو رفض الرجوع إلى المادة 43 لاتفاقية السخيرات.