جرحى في صفوف عناصر الحماية المدنية بالطارف غابات جبال بني صالح تتحول إلى رماد في ڤالمة وسائل تقليدية لإخماد النيران المشتعلة في جيجل هلاك أنواع حيوانية نادرة بحظيرة الشريعة أحزمة النيران تهدد التجمعات السكانية على الحدود بسوق أهراس لا تزال سلسلة الحرائق تحصد مزيدا من الهكتارات عبر العديد من الولايات، في وقت تكافح فيه مصالح الحماية المدينة لإخمادها رغم صعوبة الوضع حيث تمكنت من منع امتداد ألسنة اللهب إلى محيطات أخرى وتجمعات سكانية قريبة. يأتي ذلك في وقت تعالت فيه أصوات للمطالبة بتدخل "جوي" لمحاصرة هذه النيران التي لم تشهد بعض الولاياتمثيلا لها منذ الاستقلال. عاش سكان ولاية الطارف أمس جحيما بفعل الحرارة الشديدة التي زاد عليها انتشار الحرائق في كل مكان مشكلة سحبا كثيفة حجبت الرؤية، في حين سمع دوي انفجار الألغام التي زرعها المستعمر على خط شال بكل من عين العسل، الزيتونة وعين الكرمة في وقت ظلت فيه المصالح المختصة في سباق مع الزمن لإخماد الحرائق التي مازالت مشتعلة في عدة مواقع. وعلم من مصادر تسجيل إصابات في صفوف أعوان الإنقاذ والتدخل جراء تعرضهم لجروح وحروق طفيفة أثناء إخماد الحرائق التي تسببت في أزمة ماء وخبز جراء انقطاع التيار الكهربائي بعدة بلديات. هذا وأكدت مصادر مسؤولة أن الحرائق التي اندلعت في نفس التوقيت عبر مختلف المناطق والبلديات تبقى عمدية وإجرامية وقد فتحت بشأنها تحقيقات أمنية أفضت إلى توقيف شخصين مشتبه فيهما بكل من بلديتي بوقوس والزيتونة. وفي باتنة أتى حريق مهول شب بغابة متليلي ببلدية تيلاطو على أكثر من 20 هكتارا من الغطاء الغابي، حسب مصالح الحماية المدنية. وأشار المصدر إلى أن مصالح الحماية المدنية، التي باشرت عملية إخماد الحريق في حدود الساعة الرابعة من فجر أول أمس الخميس، تمكنت من إطفاء أغلب البؤر على الرغم من صعوبة التضاريس والمسالك، إذ غالبا ما يضطر الأعوان المكلفون بالعملية للتنقل على مسافة عدة كيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى مكان الحريق. وفي البليدة أتلفت الحرائق التي اندلعت أمس 19 هكتارا من الغطاء النباتي والغابي في خمس مناطق مما تسبّب في ارتفاع موجة الحرّ. والتهمت النيران أشجار الصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر وأشجار الأرز والزيتون البري والفلين والأدغال بجبال الأطلس البليدي، حيث عرفت منطقة "تالة ولما" التابعة لبلدية عين الرمانة، إتلاف 5 هكتارات من الغابات، فيما أتت ألسنة اللّهب على 6 هكتارات من أشجار الزيتون البري والأحراش بمنطقة تاشت التابعة لمدينة الأربعاء. كما سجلت حظيرة الشريعة بدورها نفوق أنواع حيوانية برية ومائية عديدة مثل أسماك الشبوط، وطيور الحجل والحسون والغربان وطيور جارحة مثل العقاب وحيوان النمس الذهبي النادر والضربان والسلاحف والأرنب البري والثعالب والضبع وقردة المانغو وابن آوى. أما في بجاية فمازالت العشرات من الحرائق تلتهم المئات من الهكتارات الغابية والأشجار المثمرة بمختلف مناطق الولاية. وقد أتلفت ثلاثة حرائق أمس أزيد من 360 هكتارا، وفقد سكان منطقة الصومام أزيد من 430 شجرة مثمرة و7 مداجن و3 اصطبلات والمئات من خلايا النحل. وأوضحت مصادر أن حصيلة الحرائق منذ بدايتها خلفت أزيد من 6000 هكتار، وهي أكبر حصيلة تسجل منذ الاستقلال. وإلى غاية نهار أمس مازالت 9 حرائق مهولة تتلف المئات من الهكتارات وتهدد التجمعات السكنية في العديد من القرى وأخطرها سجل بقريتي "توريرت موسى وتاسغة"، وإلى غاية نهار أمس مازال المئات من المتطوعين يقاومون ألسنة اللهب. وسجلت سوق أهراس خلال اليومين الماضيين اندلاع عشرات الحرائق بمختلف أرجاء الولاية، أتلفت أكثر من 700 هكتار من أشجار الغابات في بلديات المشروحة وأولاد ن مومن ولخضارة وعين الزانة. وتواجه مصالح مديرية الغابات لولاية سوق اهراس صعوبات كبيرة في عمليات التدخل التي اقتصرت على الحد من الأضرار بسبب نقص إمكانيات التنقل ووسائل الإطفاء الفعالة. وأشارت مصالح الحماية المدنية بجيجل من جهتها إلى أنه سجل احتراق ما يفوق 41 هكتارا من الغابات والأدغال عبر العديد من البلديات، جراء نشوب 17 حريقا، وأوضحت المصالح أن المساحة المتلفة مرشحة للارتفاع بعد التقييم النهائي بالتنسيق مع مصالح محافظة الغابات، حيث تم تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية لإخماد النيران المشتعلة، وبعد عمل متواصل تمكنت من إخماد جزء كبير منها. وأضافت المصالح أن صعوبة التضاريس الجبلية وغياب المسالك وبعد نقاط جلب المياه، صعبت من مهمة أعوان إطفاء الحرائق. وأوضح مصدر من محافظة الغابات أنه تم إخماد تسع حرائق بعد تجنيد كافة الأعوان، معترفا بصعوبة الموقف الذي عاشه أول أمس رجال القطاع بالتنسيق مع الحماية المدنية، لوجود حرائق، اندلعت بالقرب من تجمعات سكنية في تسع بلديات معروفة بغطائها النباتي الكثيف، خصوصا بعاصمة الولاية والتي تم التحكم فيها نهائيا. وأشار المصدر إلى تعرض منزل للاحتراق بمنطقة الحمارة ببلدية تاكسنة، مضيفا أنه ومنذ بداية موسم اصطياف سجل اندلاع ما يفوق 39 حريقا، أتلفت مساحة غابية تقدر ب348 هكتارا. من جهتها قالت الحماية المدنية بقالمة إنها اضطرت إلى الاستنجاد بالرتل المتحرك لولاية عنابةلإخماد الحرائق المشتعلة بجبال بني صالح الشهيرة وإنقاذ المحمية الطبيعية من الدمار الذي يهددها بسبب الحرائق المشتعلة منذ 3 أيام تقريبا. وأضافت الحماية المدنية بقالمة في بيان لها أنها جندت إمكانات كبيرة واستدعت مزيدا من الوحدات المنتشرة عبر إقليم الولاية للتصدي لحريق بني صالح بالتنسيق مع محافظة الغابات التي أرسلت تعزيزات كبيرة إلى المنطقة لمنع النيران من الوصول إلى المحمية الشهيرة حيث تعيش أصناف وأنواع نادرة من الحيوانات والطيور والنباتات. إلى ذلك تسبب حريقان اندلعا مساء أمس الأول بتيسمسيلت في إتلاف أكثر من ألف شجرة مثمرة و10 هكتارات من محصول الحبوب. وقد نشب الحريقان بمستثمرتين فلاحيتين تقعان بمنطقتي "عين العنب" و«كاف لحمام"، حيث أتت النيران على مساحة تفوق 8 هكتارات من منتوج الشعير وهكتاران من محصول القمح الصلب. كما تسبب أحد الحريقين في إتلاف أكثر من ألف شجرة مثمرة بالمستثمرة المتواجدة بمنطقة "عين العنب". وقد مكن التدخل السريع لأعوان الحماية المدنية من إنقاذ أزيد من 20 هكتارا من الأراضي المتبقية بالمستثمرتين، علما أن مدة إخماد النيران قد استغرقت أكثر من ثلاث ساعات.