تفجّرت يوم الأحد موجة احتجاجات عارمة بعدة ولايات تنديدا بعجز السلطات عن السيطرة على أزمة العطش المتزامنة مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة. وواجهت مصالح الأمن صعوبات بالغة لتهدئة الوضع المتوتر حيث ظلت عدة طرقات وطنية وولائية مغلقة بينما لم يتردد بعض المواطنين الغاضبين في اقتحام مقرات البلديات و«الجزائرية للمياه" من أجل إيصال أصواتهم إلى السّلطات المعنية. ففي ولاية عنابة تجمع، نهار اليوم، العشرات من سكان الأحياء أمام مقر بلدية العلمة، احتجاجا على أزمة العطش التي تعصف بهم في أعز أيام الحر. المحتجون أوضحوا أن المشكل تسببت فيه "الجزائرية للمياه" التي لم تراع برنامج التوزيع الذي ظل يسير بطريقة عشوائية، ما تسبب في انقطاع كلي للمياه، وأدى إلى أزمة حادة في مياه الشرب، دفعت بهم إلى اقتناء مياه الصهاريج، والبعض اضطر تحت الحاجة لاقتناء صهاريج بأكملها للأبقار والمواشي. المحتجون حملوا مديرية الري والسلطات المحلية مسؤولية هذه الأزمة، كونها لم تحرك ساكنا لمعالجة المشكلة، حارمين بذلك سكان العديد من الأحياء من المياه. وفي ولاية خنشلة أقدم العشرات من سكان مدينة ششار على قطع الطريق بالحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية المشتعلة، احتجاجا على التذبذب الحاد في التموين بالماء الصالح للشرب. وأوضح عدد من المحتجين أن عملية التوزيع تعرف اختلالات كبيرة، حيث تجف الحنفيات لأيام، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم، في وقت تشهد المنطقة درجة حرارة مرتفعة. وأضاف المحتجون أنهم نقلوا شكواهم إلى الجهات المعنية لكن دون جدوى. يذكر أن المحتجين تلقوا وعودا من مسؤول الجزائرية للمياه بتسوية المشكلة. وفي تيزي وزوأقدم أمس العشرات من سكان قرية تاديو ببلدية أزفون في ولاية تيزي وزو على قطع الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين تيزي وزو وبجاية احتجاجا على غياب الماء الشروب منذ عدة أيام، ما دفع بهم إلى قطع كيلومترات لجلبه من الينابيع القليلة في المنطقة إلى جانب مطالبتهم بإعادة النظر في وضعية الطرقات المهترئة التي يصعب تجاوزها حتى بالجرارات. واشتكى السكان ايضا من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، مطالبين سونلغاز بالتدخل العاجل لتدارك الوضع الذي تسبب في إتلاف العديد من الثلاجات والمكيفات الهوائية. ومن جهة أخرى أقدم تجار ازفون على شن اضراب عن العمل متبوع بمسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة وصولا الى مقر الدائرة حيث نظموا اعتصاما وأغلقوا مقرات عمومية للمطالبة بتوفير المياه ووضع حد للانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. وفي تيارت تجمهر سكان "دار وكوزينة" بحي سوناتيبا بالمخرج الجنوبي لمدينة تيارت وحاولوا قطع الطريق ورفعوا مطالب إلى السلطات المحلية والمتمثلة في توفير مياه الشرب. وسبق للسكان الذين يتجاوز عددهم المئات أن وجّهوا عرائض إلى البلدية لبرمجة حيهم للاستفادة من التهيئة الحضرية خاصة أن الأتربة صيفا والأوحال شتاء صعبت من معيشتهم بالرغم من تواجد الحي وسط المدينة بمحاذاة إدارات عمومية ومؤسسات تربوية. السكان يطالبون البلدية والأوبيجي، باعتبارهما الجهات المخولة، بتسوية وضعية ّدار وكوزينة"، إلا أن لا شيء من مطالبهم تحقق، الأمر الذي جعلهم يتدخلون لدى مصالح الدائرة والبلدية، مطالبين بمنحهم عقود ملكية سكناتهم التي يشغلونها منذ سنوات. وفي سطيف اشتكى الكثير من المواطنين من شح حنفياتهم واضطرارهم إلى اقتناء صهاريج المياه للتزود بهذه المادة الحيوية مقابل مبالغ مالية معتبرة. ولأن فصل الصيف يضاعف من حاجة الموطنين للمياه، فإن كثيرا منهم صار مجبرا على اقتناء صهريج الماء مرة في الأسبوع على الأقل، في انتظار أن تلتفت السلطات المعنية إلى هذا المشكل العويص وتحل أزمة العطش الحادة التي تضرب عدة مناطق.