خلف الانقطاع المتواصل للمياه موجة احتجاجات عارمة انطلقت عبر مناطق مختلفة من ولايات الجزائر على طول الأسبوع الماضي، وزادت حدتها في اليومين الماضيين، أين اشتعلت الاحتجاجات في مناطق متفرقة، وامتدت إلى فروع مؤسسة توزيع المياه والتي كانت المتهم الأول لدى هؤلاء المواطنين الذين صبروا على انقطاع الكهرباء طيلة الموسم الصيفي الذي يوشك على الانتهاء، إلا أن انقطاع التزود بالمياه ولأيام عديدة كانت القطرة التي أفاضت الكأس لتفجر انتفاضة العطش.. عاشت أرجاء مختلفة من الجزائر بداية من القرى والمداشر وحتى بعض المدن الرئيسية حالة غليان وفوضى، بين السكان الذين حرموا من الاستفادة من المياه الصالحة للشرب، لأيام عديدة في ظل الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة، فبعد انتفاضة الكهرباء بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي والذي بدأ من ولايات الجنوب و المدن الداخلية ليمس حتى المدن الرئيسة كالعاصمة حتى في شهر رمضان وخلال فترة الإفطار، فلقد اضطرت الكثير من العائلات إلى الإفطار على ضوء الشموع لأيام طويلة وعلى فترات متقطعة في شهر وصف بالأشد حرارة منذ أكثر من 30 سنة.. والآن وبعد نهاية شهر الرحمة واجه المواطنون أزمة أشد عليهم من أزمة انقطاع الكهرباء، فهذا الأخير يمكن تعويضه أو الصبر عليه لفترة معينة، إلا أن انقطاع المياه الصالحة للشرب بشكل متواصل وفي فترة توصف بالأشد حرارة، هذا ما كان أشد صعوبة على المواطنين، الذين انتفضوا واحتجوا بقوة على هذا الانقطاع غير المبرر حسبهم.. سكان خراطة ببجاية يحاصرون مقر شركة المياه أقدم سكان بلدية خراطة على غلق مقر الجزائرية للمياه للتعبير عن معاناتهم المتواصلة والمتمثلة في جفاف حنفياتهم منذ مدة، حيث وجهوا أصابع الاتهام للسلطات المحلية التي حسبهم لم تحرك ساكنا لمعالجة هذا الموضوع رغم النداءات المتكررة، ويطالبون الجهات الوصية بالعمل من أجل إعادة تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، خاصة وأن الدخول الاجتماعي والمدرسي على الأبواب. وبنفس المعاناة وبنفس الأسلوب توجه سكان صدوق وأغلقوا مقر بلديتهم احتجاجا على أزمة الماء التي يشتكون منها، وقد إعتصموا يوما كاملا، مطالبين المسؤولين المحليين بالتحرك على عجلة لمعالجة هذه الأزمة وتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى ذلك يأملون أن تهتم السلطات المحلية بهم والسعي من أجل تحسين الإطار المعيشي من خلال إيجاد السبل الكفيلة التي تخفف عنهم حدة المعاناة اليومية. "اث سعادة" بيطافان يطالبون بالماء الشروب لا يزال سكان قرية (آيت سعادة) التابعة لبدية ياطافان ببني يني شرق ولاية تيزي وزو يعانون من أزمة خانقة من حيث التزود بالماء الصالح للشرب، حيث قال المواطنون إن حنفياتهم صامت عن الماء منذ الأيام الأولى لدخول موسم الصيف، ورغم الشكاوي التي قاموا بها قرب السلطات المعنية على مستوى البلدية والدائرة إلا أن معاناتهم لا تزال مستمرة مع هذه الأزمة التي حوّلت يومياتهم إلى جحيم لا يطاق، خاصة وأن المنطقة معروفة بالمنحدرات والجبال الوعرة التي تصعب من مهمة النساء والأطفال في جلب الماء من أجل جميع الاستعمالات من شرب وطبخ وحتى للغسل. ونظرا لضيق القرى والتجمعات السكنية يتعذر عليهم حفر الآبار وغيرها من المصادر الأخرى، حيث يعتبر توفير الماء في الحنفيات الحل الوحيد للتخلص من أزمة العطش في هذه القرية التي لا يختلف وضعها عن باقي قرى المنطقة، لذا يطالب هؤلاء مديرية الري والجزائرية للمياه بالتدخل وتوفير الماء في منازلهم. وسكان بلديتي مقرة وأولاد دراج بالمسيلة يغلقون مقر الدائرة عرفت بلديتا مقرة وأولاد دراج شرق ولاية المسيلة أول أمس حركة غير عادية في محيط مقرات البلدية والدائرة وأمام مقر الجزائرية للمياه، حيث أقدم سكان البلديتين المتضررتين من تذبذب عملية توزيع المياه وانعدامها في بعض الأحيان منذ بداية الصائفة الحالية على الاحتجاج على أزمة الماء الشروب الحالية التي مست أحياء وسط مقرة وقرى أولاد منصور، القشايش، أولاد عريبة وأولاد مبارك، وكذا أحياء بلدية أولاد دراج مقر الدائرة. وقد طالب المحتجون بدائرة مقرة بإلغاء العمل بالبرنامج المسطر مؤخرا من قبل السلطات البلدية والقاضي بتوزيع الماء الشروب مرة كل 4 أيام، وقد اتجه المحتجون من سكان أحياء 124 مسكنا، الحي الإداري 80 مسكنا القديم والجديد، حيي المكي و119 مسكنا صوب مقر الجزائرية للمياه بمقرة وقاموا بطرد الأعوان المكلفين بتحصيل الاشتراكات وغلق المقر، حيث أبدوا تذمرهم من غياب الماء عن حنفياتهم منذ شهرين بعد أن أنهكتهم عملية اقتناء الصهاريج يوميا، لينقل المحتجون احتجاجهم نحو مقر الدائرة وفي تلك الأثناء كان العشرات من سكان القرى السالف ذكرها اعتصموا أمام مقر البلدية لتبليغ السلطات المحلية تذمرها ورفضها لبرنامج التوزيع المسطر مؤخرا، أما عن سكان أولاد دراج فقد اتجهوا صوب مقر الدائرة ليقوموا بغلقه، منددين بندرة الماء الشروب خلال الصائفة، وقد رفض المحتجون محاورة رئيس الدائرة لهم رافضين التفاوض معه وحتى الاستماع لوعوده التي سئموا منها حسبهم، مطالبين بضرورة نزول والي الولاية عبد الله بن منصور لإيجاد حل لهذه الأزمة التي أرقت سكان الدائرة وحرمتهم من التمتع بقطرات الماء في فصل عرف بحره الشديد، كما طالب المحتجون بمعاقبة المتسببين في هذه الأزمة التي وصفوها بالمفتعلة لأن المنطقة تعرف بخزانها الجوفي الكبير للماء، وقد أكد المحتجون أنهم باتوا رهينة أصحاب الصهاريج المكلفة التي لم تعد في متناول الجميع بفعل مزايدة هؤلاء في كل مرة، ناهيك عن المخاوف من خطر عدم صلاحية بعض مصادر المياه التي يتم جلبها وتوزيعها=.