كشف الأستاذ أحمد خوصة، اليوم الأربعاء، عن استئناف حراك قوي رفقة 3 فنانين كبار لإنجاح مسعى تجريم الاستعمار، وأوعز الفنان المخضرم عبد الرحمن زعبوبي إنّ الرهان المزمن يفرض تفجير 1.5 قنبلة ثقافية في فرنسا لحمل المحتلّ القديم على الخضوع لواجب الذاكرة، والنيل من جلاّدي الأمس. في مؤتمر صحفي جريء عقده بقصر الثقافة في العاصمة، قال "خوصة" مدير مسرح معسكر الجهوي منتج مسرحية "آسف ...لن أعتذر"، إنّه ماض في مسرحيته القضية التي يريدها شعلة وفاء أبدية ل 1.5 مليون جزائري من شهداء الجزائر. من جانبه، أبرز زعبوبي إنّه يراهن على ابتكار قوة مليونية لتجريم الاستدمار الفرنسي البغيض، وقال زعبوبي إنّ ما حدث على مدار 132 سنة من تجهيل واستلاب ومجازر، يفرض تجريم فظاعات فرنسا. ويراهن طاقم معسكر على تفعيل الحراك اعتبارا من مساء هذا السبت من دار الثقافة أبي راس الناصري من قلب مدينة معسكر، على أن يجوب العمل 6 ولايات في الغرب، إضافة إلى 5 ولايات شرقية، فضلا عن ولايتي الجلفة وبسكرة الجنوبيتين في الفترة ما بين العاشر فيفري الجاري والثامن مارس الداخل، على أن يتم تفعيل حراك ثان في شهر أفريل القادم بالجزائر العاصمة وسائر ولايات الشمال. قضية شرف في تدخلات ساخنة عميقة، شدّد "عبد الرحمان زعبوبي" رفقة المخرج "عيسى جكاطي" على أنّ مسرحية "آسف... لن أعتذر" قضية شرف، وصراع ثنائي بين جيلين وبين جنسين وبين وجودين وبين ثقافتين، فضلا عن كون العمل يعكس صراعا أبديا بين الشرق والغرب، مثلما هي صراع بين الحق واللاحق. وتابع "زعبوبي": "المسرحية عميقة وضعت أصبعها على الجرح، إزاء محتلّ مصاب بالفصام، ففرنسا تقر بجرائمها لكن لا تعتذر". فرنستان تقاطع "جكاطي" و"زعبوبي" في وجود ما سمياها "فرنستان"، فهناك "ّفرنسا مروّج لها على أنّها بلد القيم والمبادئ وو..، وفرنسا الواقع التي تتعامى عما اقترنته الكولونيالية من بشاعات". وأردف "جكاطي": "المسرحية ... مسرحية شرف، وشرف الانتماء يشرّف مسرح معسكر العريق والحافل بالإنجازات والتتويجات، وعبر آسف... لن أعتذر رفعنا قضية شرف رداً على كل الأفعال الكولونيالية المشينة وجرائم الاغتصاب والقتل والتعذيب وتيتيم الأطفال وترميل النساء". وقال الكاتب الشاب "بشير بن سالم": "النص نتاج مخاض استمرّ لسنتين، اخترت موضوعا حول الثورة، ورافعت عبره لحقّ الاعتذار والتجريم، وعبر الشخصيتين الرئيسيتين فرنسوا وصافية، تطرقنا إلى أحداث وأفعال، حيث افترضت التجريم ونسجت النص العامر بالمفاجآت، من صافية اليتيمة المطرودة إلى صافية بنت فرانسوا، من خلال إسقاطات لكل الموروث بألوانه، وشخصية صافية أثر شوّهته آلة الإجرام الكولونيالي الشنيع".