تنصيب خلية أزمة لليقظة والوقاية بغرداية كشفت طبيبة الأطفال وعضو في اللجنة التقنية الاستشارية للتلقيح على مستوى وزارة الصحة السكان وإصلاح المستشفيات، البروفيسور ليلى سماتي، عن تسجيل ست وفيات و3.075 إصابة بمرض الحصبة، لا سيما في جنوب الوطن، حسب حصيلة جديدة عرضتها امس. وأشارت البروفيسور سماتي على أمواج الاذاعة الجزائرية إلى تسجيل "حاليا حالات إصابة بالحصبة على مستوى 13 ولاية عبر الوطن، خاصة في ولايات الوادي وورڤلة وبسكرة وكذا اليزي. بينما كشفت الإحصائيات التي قدمتها الوزارة أول أمس الثلاثاء عن إحصاء 6 وفيات (بسبب الحصبة) و3.075 حالة مشخصة". وأشارت الحصيلة الأخيرة التي أصدرتها الوزارة يوم 11 مارس إلى تسجيل 2.317 حالة في 13 ولاية منها 1.047 بالوادي و797 بورڤلة، وكذا خمس وفيات منذ ظهور الوباء يوم 25 جانفي 2018 بالوادي. وأشارت البروفيسور سماتي إلى أن الحصبة مرض معدي يمس الأطفال، حيث يمكن لشخص مريض أن يعدي بين 16 و18 شخصا آخر، مما أدى إلى انتشاره بسرعة. وأرجعت الوزيرة أسباب تفشي هذا الداء إلى الاضطرابات التي ميزت حملة التلقيح ضد الحصبة في مارس 2017 بسبب عزوف بعض الأولياء عن تلقيح أبنائهم، مشيرة إلى نسبة 45% فقط من الأطفال تم تلقيحهم. إلى ذلك، قال الأمين العام لولاية غرداية، بوعلام عمراني، إنه تم تفعيل جهاز يقظة صحية وطوارئ ضد الحصبة (بوحمرون) والحصبة الألمانية وتدعيمه في إطار إجراء وقائي عبر مختلف مناطق ولاية غرداية، يجمع مختلف المتدخلين في المكافحة الوبائية، وعلى وجه الخصوص مصالح الصحة والمنتخبين والمسؤولين المحليين والحماية المدنية، جرى تعزيزه بمشاركة أعضاء المجتمع المدني". وجرى في هذا الصدد إعادة تفعيل خلايا تتشكل من أشخاص مؤهلين والذين تمت توعيتهم بخصوص الأمن الصحي، عبر شتى بلديات الولاية عقب ظهور بعض بؤر الحصبة (بوحمرون) والحصبة الألمانية ببعض ولايات جنوب الوطن وتم حث الأطباء العموميين والخواص بولاية غرداية على التحلي باليقظة والتبليغ الإجباري بحالات الإصابة بهذه الأمراض، بغرض تطويقها وتفادي انتشارها. وأكد مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية، عامر بن عيسى، خلال تنصيب خلية اليقظة الولائية والتي يشرف عليها الأمين العام للولاية، أن مجموع الهياكل الصحية مجندة دون انقطاع، حيث تم تزويدها بكميات كافية من اللقاحات المضادة لتلك الأمراض . وأطلقت عملية تحسيسية جوارية عبر مختلف أحياء ولاية غرداية بواسطة المساجد والإذاعة المحلية وأيضا من خلال توزيع مطويات تبرز أهمية الحفاظ على مستوى من التأهب الدائم بغرض تجنب انتشار هذه الأمراض، لا سيما خلال هذه الفترة من بداية العطلة المدرسية. ومست حملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية منذ إطلاقها في ديسمبر المنصرم على مستوى ولاية غرداية، نحو 45 في المائة من الفئات المستهدفة، وفقا لإحصائيات مديرية القطاع. وتتواصل هذه العملية الوقائية إلى غاية الآن عبر مختلف المناطق لبلوغ 95 في المائة من السكان المستهدفين، وذلك بهدف التقليل ولحد أدنى في تعداد الأطفال المحتمل تعرضهم للإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية، وأيضا تحسين نسبة التلقيح، من خلال استدراك الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم، أو لم يخضعوا نهائيا للتلقيح، يضيف المصدر نفسه. ولم تسجل إلى غاية اليوم أية حالة للحصبة بولاية غرداية، حسب مدير القطاع الذي دعا في الوقت ذاته إلى التحلي باليقظة وتلقيح الأطفال وهو الإجراء الوقائي الوحيد لمكافحة هذه الأمراض.