استنفرت وزارة الصحة والسكان فرقها الصحية المتنقلة عبر مختلف مناطق الوطن وأمرت بإطلاق تحقيقات وبائية عند تسجيل حالات مشبوهة للحصبة والحصبة الالمانية بعد أن بلغ عدد الاصابات بالبوحمرون حدود 5 آلاف حالة موازاة مع تحذير الوزير حسبلاوي من خطر انتشار داء السل، باعتباره ثاني اخطر مرض معدي بالجزائر. وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، إلى أن القضاء على داء السل هو التزام ثابت للدولة وهو أحد الأولويات الأساسية لوزارة الصحة واشاد في كلمة ألقاها بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة داء السل بنتائج البرنامج الوطني لمحاربة السل الذي يعطي الأولوية لتشخيص ومعالجة الحالات المعدية. وأضاف الوزير في هذا الشأن أن "نتائج محاربة داء السل المعدية جيدة لأنه لم يسبق للجزائر أن سجلت منذ الاستقلال معدل إصابة 8ر14 لكل 100.000 نسمة خلال 2017"، موضحا أن "7.389 حالة من أصل 22.746 حالة سل مسجلة خلال 2017 أي بنسبة 5ر32% هي حالات سل رئوي من بينها 6.011 حالة معدية". في المقابل، قدم حسبلاوي إحصائيات تبين أن "مرض السل خارج الرئتين يستمر في التصاعد بمعدل إصابة بلغ حالة 37 لكل 100.000 نسمة"، حيث اعاز هذا الارتفاع إلى تغير نمط داء السل المتعارف عليه الذي لوحظ في العديد من الدول، حيث تعرف نسبة الاصابة بالسل غير الرئوي ارتفاعا مستمرا وهو ما يقتضي إعادة توجيه الأولويات نحو هذا النوع من السل، مؤكدا بهذا الصدد أن معركة مواجهة انتشار مرض السل تخص جميع المسؤولين في كافة المستويات. وفي دحضه للمعتقد الذي يقضي بأن مرض السل قد يكون "مرضا من الماضي"، ذكر وزير الصحة أنه واحد من الأسباب العشر الرئيسية للوفاة في العالم، مبرزا أنه خلال سنة 2016 أصيب 4،10 مليون شخص بالمرض ولقي 7،1 مليون شخص حتفهم وأن أزيد من 95 بالمائة من الوفيات التي تعود إلى السل تحدث في الدول المنخفضة أو المتوسطة الدخل"، محذرا من أن "ظهور الأشكال المتعددة من السل المقاومة للأدوية التي تمثل تهديدا كبيرا على الأمن الصحي يمكن أن تقوض التقدم الذي تم إحرازه في مجال مكافحة هذا الداء". وبالعودة إلى تطورات وباء الحصبة الذي جندت له وزارة الصحية عدد كبير من الفرق الصحية المتنقلة عبر الولايات، أعلن اول امس المدير العام للوقاية وترقية الصحة الدكتور جمال فورار عن إحصاء 4800 حالة إصابة بالحصبة عبر 24 ولاية. في حين بلغ عدد الوفيات 6 حالات، حسب آخر حصيلة أعدت الأربعاء الماضي. وفي تصريح للصحافة على هامش لقاء حول مكافحة داء السل، نبه المصدر إلى ضرورة التأكيد على استمرار الانخفاض التدريجي لهذا الداء بولايتي الوادي وورڤلة، حيث سجلت نسبة 67 بالمئة من هذه الحالات". وتابع قائلا أنه إلى غاية 21 مارس تم إحصاء 30 حالة بولاية الوادي و18 حالة أخرى بولاية ورڤلة بينما بالمقارنة لليومين السابقين تم تسجيل ازيد من 100 حالة على مستوى الولايتين. وبالنسبة للمتحدث، فإن هذا التطور راجع إلى التحرك السريع للفرق الصحية على المستوى المحلي التي تتكفل بسرعة بأي ظهور جديد لحالات مشبوهة من خلال إعداد تحقيق وبائي والشروع مباشرة في تلقيح الأشخاص الذين هم على اتصال مع المصابين. وحسب المختصين، فإن ظهور هذا الوباء يعود إلى عدم متابعة الحملة الوطنية للتلقيح ضد هذا المرض التي انطلقت في مارس 2017 بسبب تخوف بعض الأولياء من نوعية اللقاح، مما أدى إلى نسبة تلقيح الاطفال بلغت 45 بالمئة في الوسط المدرسي مقابل نسبة 95 بالمئة التي كانت منتظرة. فيما صرح الدكتور فورار قائلا "لا يمكن التشكيك في نوعية اللقاح نظرا لاحترام سلسلة التبريد".