أدانت الجزائر، أمس، ب "أشد العبارات"، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة أول أمس الجمعة. واستعجلت الحكومة الجزائرية تحركا أمميا لحماية الشعب الفلسطيني من آلة الدمار الصهيونية. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن الجزائر "تدين بأشد العبارات، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المشاركين في المسيرات السلمية التي نظمها الشعب الفلسطيني أمس الجمعة بمناسبة إحياء الذكرى ال 42 ليوم الأرض" والتي راح ضحيتها 17 شهيدا وأكثر من 1400 جريح. ونددت الجزائر "بقوة" بهذا التصعيد الإسرائيلي الخطير و«انتهاكه الصارخ" للمواثيق والقوانين الدولية، ودعت المجتمع الدولي ل«التعجيل" بتوفير الحماية التامة للشعب الفلسطيني الأعزل. وفيما حيت الجزائر، أرواح الشهداء الذين سقطوا، أعربت من جديد عن "تضامنها" مع فلسطين شعبا وحكومة و«مساندتها" للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وشيع آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة شهداء مسيرة العودة الكبرى الذين استشهدوا أمس الأول برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وردد المتظاهرون شعارات تدعو للتضامن الشعبي في مواجهة المحتل، في حين عم إضرب الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط دعوات للتصعيد ضد الاحتلال. وفي الضفة، عم الحداد والإضراب الشامل صباح أمس ردا على قمع قوات الاحتلال مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت أمس في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة نحو 1500 بجراح متفاوتة. وشمل الإضراب قطاع التعليم بما في ذلك المدارس والجامعات، والدوائر الحكومية والمحال التجارية، والمؤسسات المختلفة، في جميع محافظات الضفة والقطاع. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقوى الوطنية وحكومة الوفاق قد دعوا إلى الإضراب العام حدادا على أرواح الشهداء. من جانبها، أكدت الهيئة التنسيقية العليا لمسيرة العودة أن المسيرة ماضية حتى تحقق أهدافها، وستأخذ أشكالا متعددة. في غضون ذلك، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم في بيان، إن الدماء التي سالت في قطاع غزة أمس، خلال مسيرات العودة الكبرى، بحاجة إلى أفعال لا أقوال، أقلُّها أن يرفع الرئيس الفلسطيني العقوبات التي فرضها على قطاع غزة. بدورها، نعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس خمسة من عناصرها استشهدوا خلال مشاركتهم في المسيرة، وأكدت في بيان أن "دماء الشهداء لن تضيع هدرا، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمنها في الوقت والمكان والكيفية التي تقررها المقاومة". وفي الضفة أيضا، دعت القوى الوطنية والإسلامية والنشطاء الشباب لجعل السبت يوم غضب في وجه الاحتلال، عبر التوجه لنقاط التماس الممكنة في كافة مدن وبلدات الضفة ثأرا وانتقاما لدماء الشهداء الذين ارتقوا أمس الجمعة في يوم الأرض.