كشفت مصادر دبلوماسية عربية وليبية، أن العقيد العقيد معمر القذافي يسعى لإقناع قوات التحالف التي تشن منذ أكثر من أسبوع، سلسلة من الغارات الجوية والهجمات الصاروخية ضد قواته العسكرية، بالقبول بمشروع يجري تداوله سرا بين مندوبين عن القذافي وعدة جهات غربية وأمريكية، يقضي بتنازل القذافي عن السلطة لصالح نجله الثاني سيف الإسلام ومنحه مهلة زمنية لنقل السلطة سلميا. وقال مسؤول ليبي على اطلاع بكواليس هذه الاتصالات، إن سيف الإسلام القذافي أجرى سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين في الحكومتين الفرنسية والبريطانية بشكل غير معلن ليطرح فكرة تنازل والده عن السلطة وتوليه هو الحكم لفترة انتقالية من عامين إلى ثلاث سنوات، مقابل وقف القصف الجوي والصاروخي والجلوس إلى مائدة مفاوضات مع الثوار المناوئين لنظام حكم والده. وكشف عن أن نجل العقيد يطرح ضرورة الحصول على ضمانات تؤكد عدم ملاحقة القذافي أو أسرته بشكل خاص قانونيا أو قضائيا، وعدم المساس بهم بأي شكل من الأشكال. وأشار إلى أن خطة سيف الإسلام تتضمن تهيئة فترة انتقالية لنقل الدولة الليبية من مرحلة الثورة الشعبية إلى الدولة الملتزمة بمعايير الديمقراطية الغربية واحترام الحريات العامة وتحرير الاقتصاد. وبينما يحقق الثوار بعدتهم وخبرتهم العسكرية المحدودة، تفوقا عسكريا ملحوظا في الميدان ضد قوات القذافي، وبدأوا يشقون طريقهم باتجاه الغرب، حيث مدينة سرت العاصمة السياسية للنظام وطرابلس مقر إقامته، فإن الدائرة المقربة من العقيد القذافي تسابق الزمن على ما يبدو لتفادي النهاية المحتومة لسقوط النظام . وأكدت صحيفة ''الشرق الأوسط'' في عددها الصادر أمس أن نجل القذافي سيف الإسلام الذي لم يظهر علنا منذ نحو أسبوع تقريبا، قد أطلع مسؤولين في حكومات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإيطاليا على هذه الخطة على أمل أن يتم التناقش حولها. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده ''سوف تتقدم اليوم في لندن بخطة دبلوماسية بديلة عن تلك البريطانية الفرنسية''. من ناحية أخرى، كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد تحدث أول أمس في نهاية قمة الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة في ليبيا، عن اقتراح سياسي بريطاني فرنسي. لكن فراتيني قال ''نحن أيضا لدينا مقترحات وسوف نقدم خطة عمل في لندن وسنبحثها معا، وسوف نجد صيغة ما، كما آمل''، مشيرا إلى ''الحاجة لإنجاح المبادرة الدولية''، قبل أن يضيف ''كنا نريد حقا أن تتولى منظمة حلف شمال الأطلسي مسؤولية القيادة، وأن تعطي المسؤولية السياسية لمجموعة اتصال''.