عبرت أسرة الطفل الذي أنقذ بصورة درامية بعد تدليه من شرفة شقة في باريس عن امتنانها للشاب المالي الذي بات يعرف ب"الرجل العنكبوت" بعدما أنقذ حياته. فمن هو مامادو غاساما؟ يبلغ مامادو 22 عاما، وقد كرمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بمنحه الجنسية الفرنسية. وتحدى الشاب المالي الصحراء الكبرى، والعصابات الليبية، وأمواج البحر المتوسط خلال ملحمته لبلوغ أوروبا. في عام 2013 بدأ الشاب الذي ينحدر من بلدة ياغوين الواقعة في جنوب غربي مالي خوض رحلة الهجرة التي تودي بحياة الآلاف كل عام. وسافر غاساما عبر بوركينا فاسو، وشمال النيجر، ومنها إلى ليبيا، وهي المركز الأساسي لرحلات العبور السرية إلى أوروبا. وقضى مامادو في ليبيا عاما وهو يعمل هناك، حيث يقع المهاجرون فريسة لعصابات مسلحة، تخطفهم من أجل الفدية أحيانا، وأحيانا تستعبدهم. ثم أبحر بعد عام إلى إيطاليا في أحد القوارب المكدسة بالمهاجرين التي عادة ما تغرق.ومن إيطاليا بدأ العام الماضي رحلته إلى فرنسا، حيث التحق بأقارب له في حي مونتروي شرقي العاصمة باريس، الذي يعرف باسم "باماكو الصغيرة" نظرا للتواجد الكثيف للجالية المالية هناك. وكان المأوى الذي يقيم فيه عبارة عن غرفة في منزل للمهاجرين مساحتها 15 مترا مربعا يشاركه فيها أقاربه. وكان غاساما، الذي لم يقدم طلبا للجوء في فرنسا، يقبل بعض الأعمال في مجال البناء، لكنه كان مهددا بالترحيل في أي وقت كونه مهاجرا غير شرعي. لكن حياته تغيرت تماما وبصورة درامية يوم السبت الماضي، حينما هب لإنقاذ طفل في الرابعة من عمره شوهد وهو يتدلى من شرفة من الطابق الرابع في بناية في شمال باريس. ويوم الاثنين استقبل مامادو في قصر الإليزيه من طرف الرئيس الفرنسي، الذي استمع مبتسما إلى حكايته، ثم منحه وسام الشجاعة والجنسية الفرنسية، كما أن ماكرون عرض عليه وظيفة في خدمة الإطفاء.