يحل اليوم أول أيام فصل الصيف وهو ما يعرف عند الفلكيين بالانقلاب الصيفي الذي يصادف 21 جوان من كل سنة معلنا بذلك ارتفاعا محسوسا في درجة الحرارة نهارا، وليل دافئ. وتبلغ الشمس في هذا اليوم أعلى ارتفاع لها في كبد السماء طيلة أيام السنة، حيث تسقط أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان، مما يجعل مدة النهار تبلغ أقصاها مقارنة بالليل. أما بالنسبة لسكان القطب الشمالي فلا تغرب الشمس عندهم تماما مدة 6 أشهر!! يدور كوكب الأرض حول نفسه وفق محور وهمي يصل بين القطبين الشمالي والجنوبي، حيث يميل بحوالي 23.5 درجة عن الدائرة الكسوفية. علما أنه في نفس اليوم، سيبدأ فصل الشتاء الموافق للانقلاب الشتوي بالنسبة لسكان نصف الكرة الجنوبي. الجدير بالذكر أن قرب الشمس أو بعدها ليس هو ما يحدد حدوث الفصول الأربعة كما يعتقد الكثير منا، ولكنه يحدد المدة التي تستغرقها هذه الفصول، حيث يكون فصل الشتاء هو الأقصر مدة بالنسبة لسكان نصف الكرة الشمالي، بينما تبلغ سرعة الارض أقصاها في مدارها حول الشمس حيث تبلغ حوالي 30 كم/الثانية الواحدة. وهو ما يفسره أحد القوانين الفيزيائية للعالم الفلكي "كبلر". أما أهم ما يحدد بداية الفصول على الارض فهو مدى تركيز سقوط أشعة الشمس على سطح الارض. فكلما كانت عمودية زاد تركيزها وارتفعت درجة الحرارة في وحدة المساحة كما هو الحال في فصل الصيف، أما إذا سقطت مائلة فكانت أقل تركيزا وحرارة وهو ما يوافق فصل الشتاء.. وبمناسبة هذه الظاهرة تنظم اليوم الجمعية الفلكية البوسجاني بالمدية يوما إعلاميا مفتوحا حول الظاهرة كما ستقوم من خلالها بإعادة تجربة فلكية تربوية ومشوقة يكتشف الجمهور من خلالها، في تمام منتصف النهارلهذا اليوم، ما قام به العالم الفلكي والرياضي إيراتوستين (Eratostène) بقياسه لمحيط كوكب الأرض، منذ حوالي 200 سنة قبل الميلاد في مدينتي الإسكندريةوأسوان بمصر، حيث لاحظ أن أشعة الشمس في هذا اليوم من السنة تسقط عمودية في بئر عميقة بمدينة أسوان الواقعة جنوب مصر والتي يمر عليها مدار السرطان (23.5 درجة شمال خط الاستواء) بينما كانت الأشعة تشكل ظلا لعصا أو بناية قائمة في مدينة الإسكندرية الساحلية، وبمقارنة القياسات والزوايا وبمعرفة المسافة بين المدينتين تمكن إيراتوستين من حساب محيط الأرض بدقة تعتبر آنذاك قريبة جدا من الواقع حيث قدرت بحوالي39700 كم.