حان موعد اختيار الشعب الجزائري لمن سيتولى شؤون رئاسة البلاد بعد 16 يوما من الحملة الانتخابية. استمع مواطنو ولاية بجاية خلالها إلى مختلف البرامج الانتخابية التي عرضها المترشحون في مختلف تجمعاتهم الشعبية التي أعطى إشارة انطلاقها بعاصمة الحماديين موسى تواتي مرشح حزب الجبهة الوطنية الجزائرية الذي انتقد بشدة تعديل الدستور الأخير. هذا الدستور الذي مكّن عبد العزيز بوتفليقة من الترشح لعهدة ثالثة، وهو الموضوع الذي ترك عند البجاويين انطباعا مفاده أن تواتي دخل في تناقض صريح، هو الذي يترأس حزبا انتخب نوابه على هذا التعديل الدستوري بالإجماع. وما زاد الطين بلة المناظرة التي نظمها تواتي مع كريم طابو بجامعة بجاية. وكان الحدث الثاني في الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل بولاية بجاية زيارة عبد العزيز بوتفليقة التي أجمع الكل على نجاحها، بعد تخطي شبح التهديد بالتشويش عليها من طرف نشطاء حركة العروش، حيث أدار سكان الولاية ظهرهم لنداء المقاطعة الذي وجهه حزب حسين آيت أحمد، وقرار حزب سعيد سعدي القاضي بعدم المشاركة في معترك الرئاسيات المقبلة. وقد أقر الرئيس المترشح بنجاح زيارته وبفرحته للاستقبال الذي حظي به من قبل سكان بجاية، حيث وصف عبد العزيز بوتفليقة زيارته لعاصمة الحماديين بالتاريخية. وقد حل الرئيس بوتفليقة ببجاية حاملا رسالة مصالحة، هذه المصالحة التي أرادها أن تكون مع الذات أولا، ثم بينه وبين المنطقة التي قال عنها ''راكم شنّفتوا عليّا شويا''. ثم حلت الويزة حنون ضيفة على الولاية ووعدت بترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية، ودعت إلى رسم القطيعة مع ممارسات الحزب الواحد التي أدخلت البلاد في دوامة الفقر والدم. وقد ختم محمد السعيد الحملة الانتخابية بولاية بجاية بدعوة الولاية للتخلي عن المطالب التقليدية المتعلقة بالهوية والتفرغ لإخراج الولاية من الأزمة التي تتخبط فيها. وغاب عن الحملة بولاية بجاية كل من فاوزي رباعين وجهيد يونسي رغم التواجد المحتشم لملصقات يونسي عبر بعض بلديات الولاية. من جهة أخرى حاول دعاة المقاطعة وعلى رأسهم حزب حسين آيت أحمد التشويش على الحملة الانتخابية، حيث اعتمد كريم طابو لغة السب والشتم في كل تجمعاته، إلا أن الإقبال عليها لم يكن كالعادة، حيث فشل الأفافاس في استقطاب الجماهير حول تجمعاته الشعبية. وكتقييم أولي لسير الحملة الانتخابية، وصفها ممثو المترشحين الأربعة بولاية بجاية ب''الناجحة''، رغم نقص الإمكانيات بالنسبة للبعض منهم، حيث كشف زهير بن يحيى ممثل المرشح محمد السعيد أنه رغم نقص الإمكانيات إلا أنهم قد تمكنوا من التعريف بمرشحهم. كما اعتبر مراد كروش ممثل المرشح موسى تواتي أن الحملة متوسطة نظرا لمحدودية الإمكانيات حسب تعبيره.