تسدل الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل الجاري اليوم ستارها بعد رحلة ال19 يوما التي جال خلالها المترشحون الستة مختلف ولايات الوطن، سعيا منهم في المقام الأول إلى إقناع الشعب الجزائري على ضرورة الخروج بقوة يوم الاقتراع للتصويت والتأكيد للعالم أجمع على وعيه العالي واهتمامه الكبير بما يحدث في بلده من أحداث مصيرية هامة، وفي المقام الثاني عمل كل مترشح بما أوتي من زاده الخاص على استقطاب المواطنين حول برنامجه الانتخابي لمحاولة كسب أكبر قدر من الأصوات خلال هذا الاستحقاق الفاصل. والملاحظ أن أغلب المترشحين للانتخابات الرئاسية التي لم يعد يفصلنا عن موعدها الحاسم سوى 48 ساعة، والتي تعرف في المقابل إقبالا كبيرا من قبل أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر، فضلوا في الأيام الأخيرة من عمر الحملة تنشيط تجمعاتهم بعاصمة البلاد، فبعد التجمع الشعبي الذي نشطته المترشحة لويزة حنون أول أمس بقاعة حرشة حسان، يتقاسم ثلاثة مترشحين اليوم العاصمة في محاولة منهم لاستقطاب أكبر قدر من أصوات على اعتبار أنها تضم أكبر وعاء انتخابي على المستوى الوطني. وفي هذا الإطار ينشط مرشح حركة الإصلاح الوطني السيد جهيد يونسي اليوم تجمعه الأخير بقاعة الأطلس بباب الوادي، بينما تحتضن قاعة حرشة حسان تجمعا شعبيا للمرشح الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي وتستقبل القاعة البيضاوية بالمركب الرياضي محمد بوضياف تجمعا شعبيا للمترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة. وإذا كان السيد عبد العزيز بوتفليقة قد فضل الركون إلى الراحة يوم أمس بعد جولته الانتخابية التي قادته إلى 30 ولاية، والاستعداد للتجمع الشعبي الأخير بالعاصمة، تاركا المجال لمسانديه من ممثلي الأحزاب السياسية والتنظيمات الوطنية المساندة له، لمواصلة سلسلة التجمعات والنشاطات الجوارية التي ينشطونها لصالحه، فإن الخطاب السياسي الذي ميز اليوم ما قبل الأخير من عمر الحملة الانتخابية، بالرغم من تباين المواضيع الرئيسية التي فضل كل مترشح الخوض فيها، التقى عند نقطة مشتركة هي تجديد النداء إلى الشعب الجزائري بضروة الخروج بكثافة يوم التاسع أفريل الجاري والمشاركة بقوة في هذا الموعد التاريخي الذي سيحدد مستقبل الأمة وتوجهها. حيث أكد المترشحون وممثلوهم في سياق متصل بأن الأمر مهما اختلف توجهه وخيار الشعب حوله، وسواء تعلق بتكريس الاستمرارية أو بتحقيق التغيير، يمر عبر صندوق الاقتراع واختيار الرجل الأنسب لكرسي الرئاسة وقيادة البلاد إلى بر الأمان، ومن ثمة قطع الطريق أمام دعاة المقاطعة ومكرسي العقلية الانهزامية، الذين يفضلون السقوط والفشل على التقدم والازدهار للأمة.