كشف مصدر مطلع ل "البلاد.نت" عن كافة التفاصيل المتعلقة بحادثة ميناء سكيكدة المتعلقة بإخراج حاويات مجمع "سيفيتال" التي تحتوي على معدات صناعية لمشروعه الخاص بمحطة تكسير البذور الزيتية في بجاية، وهي الحادثة التي تثير الكثير من الجدل خصوصا بعدما قررت الجمارك إعادتها مرة أخرى للميناء لإعادة تصديرها في واقعة تحدث لأول مرة في تاريخ الجزائر. وبحسب المصدر الذي تحدث مع "البلاد.نت" فإنّ الباخرة التي كانت تحمل حاويات مجمع سفيتال قد وصلت إلى ميناء سكيكدة ليلة يوم 01 إلى 02 جويلية. ( القيمة المالية للمعدات : 2954800 أورو، أي ما يعادل 419134478 دينار جزائري / الممول: Desmet baliestra - المصدر: - بلجيكا -) هل خضعت حاويات سفيتال للجمركة؟! بخصوص الجدل الدائر حول ما إذا تم "جمركة" الحاويات أم لم تتم "جمركتها"، ((حيث يقول الرئيس المدير العام لمجمع الخدمات المينائية (Serport) ، جلول عاشور، أنه لم يتم جمركة هذه المعدات، في حين يؤكد مجمع سفيتال أنه تم فعلا جمركة هذه المعدات من طرف مصالح الجمارك))، ينقل مصدر "البلاد.نت" الرواية الرسمية بخصوص الحادثة، ويؤكد أن معدات مجمع "سفيتال" تم فعلا جمركتها بتاريخ 08 جويلية، وهذا على مستوى الميناء الجاف، وليس على مستوى ميناء سكيكدة، وهي المعلومة التي يجهلها الرئيس المدير العام لمجمع الخدمات المينائية (Serport). وعن السبب وراء إجراء عملية الجمركة في الميناء الجاف وليس في ميناء سكيكدة، يوضح مصدر "البلاد.نت" أن السبب يعود أساسا لكون مجمع سفيتال وبإيعاز من مصالح الجمارك، قام بوضع سند الشحن البحري على مستوى الميناء الجاف وليس ميناء سكيكدة، وهو ما يجعل هذه الحاويات تُحول مباشرة نحو الميناء الجاف ولا يتم مراقبتها على مستوى ميناء سكيكدة، باعتبار أن الميناء الجاف هو المعني في سند الشحن البحري. وهو ما حدث فعلا، حيث وبفعل وثيقة سند الشحن البحري خرجت الحاويات من سلطة ميناء سكيكدة. وقد حدث هذا، رغم وجود تعليمة ممضاة بتاريخ 27 جوان 2018، تحت رقم 1005، صادرة عن المدير العام للجمارك فاروق باحميد، تنص على إلغاء امتياز الرواق الأخضر لكل المتعاملين الاقتصاديين المعتمدين و إجبارية مرورهم جميعا على الإجراءات التنظيمية العادية الخاصة بالجمركة على مستوى كل الموانئ. والغريب في الموضوع، أن التعليمة ممضاة بتاريخ 27 جوان، وحاويات سفيتال وصلت إلى ميناء سكيكدة بتاريخ 01 إلى 02 جويلية، وتم جمركتها بتاريخ 08 جويلية، وهو ما يدعو للتساؤل كيف حتى تم السماح لمجمع سفيتال بإخراج هذه المعدات، وجمركتها على مستوى الميناء الجاف؟!. أم أن التعليمة وصلت إلى مصالح الجمارك على مستوى الموانئ بعد 08 جويلية، حيث تم وضع تاريخ 27 جوان على التعليمة بأثر رجعي antidatée؟!. وقد تحقق "البلاد.نت" من القضية، وتأكد من أن التعليمة وصلت إلى مصالح الجمارك بسكيكدة بتاريخ 15 جويلية، ونفس الامر على المستوى الوطني، حيث وصلت هذه التعليمة متأخرة، رغم كونها ممضاة بتاريخ 27 جوان بأثر رجعي antidatée. فمن أمر إذن بجمركة حاويات مجمع سفيتال، والسماح بإخراجها من ميناء سكيكدة أولا، ثم الميناء الجاف ثانيا؟! عملية الجمركة دامت 03 ساعات ونصف فقط! وبحسب المعطيات الرسمية التي تحصل عليها "البلاد.نت" (أنظروا الوثائق أدناه) فإنه تم التصريح على الساعة 10:48 من يوم 08 جويلية 2018، وتم اعطاء وصل السحب الذي يسمح بإخراج التجهيزات من الميناء الجاف على الساعة 14:25 من نفس اليوم، حيث لم تدم عملية الجمركة سوى 03 ساعات و نصف، علما أن عمليات الجمركة و المراقبة تتم في العادة خلال عدة أيام نظرا لما يتطلبه ذلك من إجراءات تنظيمية عديدة تستغرق وقتا لإتمامها. وهو ما يدعو للتساؤل كيف أن معدات سفيتال التي تعطل استيرادها قرابة 500 يوم بميناء بجاية، يتم معالجتها والترخيص لها في سكيكدة في ظرف 03 ساعات فقط. ويؤكد ذات المصدر أن معدات مجمع سفيتال خرجت من الميناء الجاف نحو مخازن تابعة لسفيتال، حيث بقيت هناك لحوالي أسبوع كامل، قبل أن تصدر تعليمات جديدة لمصالح الجمارك من أجل تتبع المعدات و إعادة إرجاعها إلى ميناء سكيكدة والاحتفاظ بها في الميناء لإعادة تصديرها مرة أخرى. وهي حادثة تشهدها لأول مرة الجزائر، حيث يتم حجز حاويات بعد إتمام كل عمليات التخليص الجمركي وخروجها من الميناء. وبالعودة لقضية التعليمة الصادرة من طرف المدير العام للجمارك الممضاة بتاريخ 27 جوان، وتناقضها مع ما وقع في الميدان من خلال "جمركة" تجهيزات سفيتال بتاريخ 08 جويلية، يتساءل البعض حول ما إذا كان المدير العام للجمارك فاروق باحميد قد ضحى بمسؤول الجمارك على مستوى ميناء سكيكدة ك "كبش فداء" من أجل التغطية على الأمر، حيث تم تحويل رئيس مفتشية أقسام الجمارك بميناء سكيكدة نحو البليدة، مباشرة بعد واقعة سفيتال؟!