قالت منظمة العفو الدولية، إن "حملة المداهمات الواسعة و المتواصلة التي تقوم بها السلطات المغربية ضد آلاف المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى وطالبي اللجوء واللاجئين، شمالي البلاد، دون إتباع الإجراءات القانونية الواجبة، تعتبر قاسية وغير قانونية". وقالت هبة مرايف- مديرة برنامج الشرق الأوسط شمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية-، في تقرير نشرته الجمعة، ونقلت تفاصيله وكالة الأنباء الجزائرية، أن هذه الحملة "المروعة على المهاجرين واللاجئين في المغرب قاسية وغير قانونية على حد سواء، إنها تمثل انتكاساً يثير القلق من قبل حكومة قدمت عام 2013 التزامات جديدة بشأن سياسة اللجوء والهجرة ، لجعل المغرب بلداً يمتثل للمعايير الدولية". و دعت مديرة برنامج الشرق الأوسط شمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، السلطات المغربية إلى وقف المداهمات التمييزية على الفور. مهاجرون مكبلون هُجّروا قسراً إلى مناطق نائية قريبة من الحدود الجزائرية ووفقاً للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، "فقد اجتاحت المداهمات منذ جوان الماضي، ما يقدر بخمسة آلاف شخص، وكُدّسوا في الحافلات، وتركوا في مناطق نائية قريبة من الحدود الجزائرية أو في جنوب البلاد". وقامت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراقبة عدد الحافلات التي غادرت من /طنجة وتطوان و الناظور/، وعددت تقديرات لعدد الأشخاص الذين تم ضبطهم. ووفقاً لمعلومات حصلت عليها منظمة العفو الدولية بشأن حملة المداهمات الجارية، فقد اعتقلت السلطات المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين دون التحقق من وثائقهم القانونية، واحتجزتهم لساعات قليلة، وأخذت بصماتهم، ثم أرغمتهم على ركوب الحافلات مكبلين بالأصفاد ،أو في بعض الحالات كانت أيديهم مقيدة بالحبل، و هُجّروا قسراً إلى مناطق نائية قريبة من الحدود الجزائرية، أو في المناطق النائية الجنوبية القريبة من /تزنيت والرشيدية وبن جرير وبني ملال ومراكش/. وفي العديد من الحالات، كان على المهاجرين السير لعدة كيلومترات قبل الوصول إلى أول مركز حضري يمكنهم من خلاله العودة إلى أوطانهم. و في هذا السياق، أشارت مرايف إلى إنه "لمن المروع أن نرى الأطفال الصغار من بين أولئك الذين تعرضوا لهذه العقوبات الوحشية وكذلك طالبو اللجوء واللاجئون المعترف بهم من الأممالمتحدة، بالإضافة إلى المهاجرين المسجلين الذين يحملون بطاقات إقامة". وقال أحد المهاجرين- الذي عاش في المغرب لمدة أربع سنوات- لمنظمة العفو الدولية، إن قوات الشرطة والدرك المغربيين" اقتحما بعنف منزله في حي /مسنانة / ب/طنجة/ يوم 26 أوت الماضي فجرا ، وهم ملثمون وكسروا بابنا، وبدأوا بالقبض على أفراد عائلتي، بما في ذلك النساء والأطفال. وكانت هناك العديد من السيارات في الخارج أثناء اقتحام المسؤولين لمنازل جيراننا".