البلاد - حليمة هلالي - استقر سعر العملة الأجنبية الموحدة الأورو عند سعر 21.300 ألف دج مقابل ورقة 100 أورو منذ أزيد من 3 أشهر. في حين يرتقب أن ترتفع هذه العملة إلى أكثر مما هي عليه تزامنا واقتراب نهاية السنة، حيث يكثر الطلب على "الدوفيز" بغية السفر نحو الخارج لقضاء ليلة رأس السنة هذا من جهة ومن جهة اخرى استنزفت العملة المحلية جراء الإبقاء على الأسواق الموازية وارتفاع عمليات التهريب للعملة الأجنبية. ولا تزال السوق الموازية لتحويل العملة محتكرة من طرف الباعة الفوضويين المدعمين من طرف بارونات متنوعة مهنتهم بين مشبوهة وقانونية. وحسب التقرير، فإن كتلة الأموال خارج البنوك تقدر بأكثر من 5800 مليار دينار، حيث فشلت البنوك في احتواء هذه المبالغ المالية، رغم التعليمات التي وجهتها الحكومة لتقديم مجموعة من المنتوجات الجديدة والخروج بحملات دعائية وإشهارية من أجل استقطاب ودمج تلك الأموال إليها. ولا يجد المواطنون، لا سيما المغتربون وجهة أخرى لتحويل أموالهم والربح فيها إلا التوجه نحو السوق السوداء رغم المخاطر التي تحدق بهم كإمكانية الحصول على أموال مزورة أو أموال مشبوهة ويبقى غياب مكاتب الصرف يصنع مشكلا للراغبين في تحويل أموالهم بغية استعمالها خارج الديار ولا يزال سعر العملة الموحدة الاورو يراوح مكانه منذ شهور، حيث استقر عند البيع بسعر 210 الف دينار. أما عند الشراء فاستقر عند 21.300 الف دج ويعتبر هذا السعر مرتفعا في ظل الهزائم التي حققها الدينار. ولا تزال العملة الأجنبية على غرار الدولار الأمريكي والكندي والاورو، تهزم الدينار وساهمت في ذلك العديد من العوامل أبرزها ارتفاع الطلب خلال هذه الفترة من السنة، بالإضافة إلى ارتفاع عمليات التهريب للعملة. وتبقى السوق الموازية المكان الذي يعرض جميع العملات الأجنبية جراء استمرار الحكومة والجهات الوصية في تجسيد سياسة غض الطرف عن هذا النوع من الممارسات، رغم اعتباره من منظور القانون جريمة مالية وتماطلها بالمقابل في ترسيم معاملات الصرف وإنشاء المكاتب التي تقوم بهذا الدور بشكل قانوني كما هو معمول به في جميع أحاء العالم، الأمر الذي يدفع المواطنين دفعا نحو السوق السوداء، سواء كان السفر للسياحة والترفيه وحتى للعلاج أو التعليم أو أداء مناسك الحج والعمرة. من جهة أخرى، عادت أسعار الاورو للارتفاع بسبب عودة الجزائر للاستيراد من جهة وكذا استنزاف العملة، بسبب عمليات التهريب التي تضرب الاقتصاد بالدرجة الأولى، حيث يحاول رعايا أجانب استنزاف العملة الصعبة من الجزائر وتحويلها نحو الخارج، حيث أحبطت مصالح الجمارك وشرطة الحدود خلال الساعات القليلة الماضية، بمطار هواري بومدين من إحباط محاولة تهريب 60468 دولار أمريكي. وكان المبلغ المالي بحوزة مسافر متوجه إلى تركيا وكانت مصالح الجمارك وشرطة الحدود قد أحبطت خلال الأيام والأشهر الماضية، محاولتين لتهريب قيم معتبرة جدا من الأورو والدولار، تمثلت العملة الأولى في تمكن أعوان المفتشية الرئيسية لفحص المسافرين على مستوى مطار أحمد بن بلة الدولي بوهران، حيث تمت محاولة تهريب مبلغ معتبر من العملة الصعبة يقدر ب 256.500 أورو، وكان هذا المبلغ بحوزة رعية سورية يحمل الجنسية الجزائرية كان متوجها إلى مدينة إسطنبول التركية. فيما أحبطت شرطة الحدود محاولة تهريب 48350 أورو و26600 دولار أمريكي، كانت بحوزة رعية أجنبي، (لم تكشف عن هويته)، تم توقيفه بتهمة مخالفة التشريع المتعلق بتنظيم الصرف، وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج. ولا تزال محاولات استنزاف العملة الصعبة من الجزائر نحو بعض الوجهات المعروفة لدى السلطات على رأسها تركيا مستمرة، حيث حجزت مصالح الجمارك وشرطة الحدود منذ بداية شهر أوت الجاري أكثر من نصف مليون أورو كانت في طريقها إلى الخارج، عبر مطارات أحمد بن بلة في وهران وهواري بومدين بالعاصمة، حسب مناشير المديرية العامة للجمارك وبيانات المديرية العامة للأمن الوطني.