الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لم تمنع المتظاهرين من السير
البلاد - نجح عشرات الآلاف من عمال مختلف قطاعات الوظيفة العمومية في اختراق الطوق الأمني الذي تم وضعه لمنعهم من السير من ساحة أول ماي إلى البريد المركزي حيث شهدت المسيرة قمعا تسبب في إصابة عدد من المحتجين لاستعمال قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم، وصرخ المتظاهرون بصوت واحد يطالبون برحيل بن صالح وحكومة بدوي، فيما استسلمت قوات الأمن لإصرار هؤلاء على بلوغ ساحة "الحراك بالبريد المركزي" لتسمح لهم بالالتحاق بها بعد ساعات من المحاصرة. وسط إنزال أمني غير مسبوق لعناصر مكافحة الشغب وقوات الأمن التي حاولت التضييق على المتظاهرين وتطويق الاحتجاجات في مكان انطلاقها بساحة أول ماي في العاصمة، ولبى موظفو وعمال مختلف القطاعات أمس نداء كنفدرالية النقابات المستقلة حيث التحق الآلاف منهم من أساتذة وأطباء وأئمة ومهندسين وموظفي مختلف الإدارات كالبريد والتكوين المهني والتعليم العالي والإدارة في ساحة أول ماي بالعاصمة ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في مسيرة ضد النظام للمطالبة برحيل بن صالح الذي تولى رئاسة الدولة منذ أول أمس مرددين شعارات "بن صالح ديڤاج". وقد تجمع هؤلاء بساحة أول ماي في انتظار التحاق باقي المحتجين القادمين من الولايات المجاورة، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وحمل المحتجون وهويتوشحون الراية الوطنية شعارات، وصور بن صالح مكتوبا عليها "فخامة الشعب يطالبك بالاستقالة"، "السلطة للشعب" و«ترحلوڤاع ولا لحكم العصابات"، "لا نريد حكومة بدوي ولا رئاسة بن صالح"، "الجزائر ليست مملكة تسيرها بقايا النظام الفاسد" و«كليتوالبلاد يا سرّاقين". وعند بلوغ المحتجين ساحة البريد المركزي ، التي أضحت "قبلة" الحراك الشعبي وجدوا طلبة الجامعات الذين دخلوا في إضراب مفتوح مباشرة عقب الإعلان عن تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للبلاد، وتلاميذ الثانويات الذين شاركوا في هذه المسيرة والتحقوا بالحراك الشعبي بعد تسريحهم من المؤسسات التربوية حيث توغلوا وسط المحتجين وهو يحملون الراية الوطنية ويرددون الشعارات المعتادة والبارزة منذ انطلاق الحراك الشعبي. المحتجون الذين بلغ عددهم عشرات الآلاف بالبريد المركزي تعالت أصواتهم للمطالبة برحيل النظام ورحيل بن صالح، ورفعوا عدة شعارات سياسية تطالب برحيل بن صالح وفلول نظام بوتفليقة. كما حمل المحتجون من قطاع التربية صورا تطالب برحيل وزير التربية الحالي عبد الحكيم بلعابد، وشعارات تحمل صور النقابي الراحل إيدير عاشور وتؤكد مواصلة النضال الذي مارسه هذا الأخير.
محاصرة الطلبة بمعاهد الحراش لمنعهم من الالتحاق بالمسيرة هذا وقد منعت قوات الأمن الطلبة من الخروج حيث حاصرتهم في مختلف معاهد الحراش لمنعهم من الالتحاق بالمسيرة التي دعت إليها الكنفدرالية.
قسنطينة... الطلبة في الشارع رفضا لتعيين بن صالح... شهدت ولاية قسنطينة، خروج الطلبة في مسيرات سلمية، رافعين لافتات وشعارات رافضة قرار تعيين عبد القادر بن صالح لرئاسة الدولة "الشعب هو السيد".
ڤالمة.. شعارات "الجيش الشعب خاوة خاوة" شهدت ولاية ڤالمة خروج المواطنين والموظفين من مختلف القطاعات خاصة التربية الصحة والتعليم العالي وكذا الإدارة، للمطالبة برحيل بقايا النظام رافعين شعرات "الجيش الشعب خاوة خاوة"، غاضبين على بن صالح. عمال ميناء بجاية وسوناطراك في إضراب شهدت القطاعات الحساسة بولاية بجاية، إضرابات على غرار عمال سوناطراك وسونلغاز وقطاعات المالية وعمال البلدية، الذين طالبوا باستقالة بن صالح ورحيل جميع بقايا النظام الفاسد وميناء بجاية. عمال الإدارات المحلية والولائية بالبويرة يحتجون ويسيرون نحو ساحة الوئام. ورفض المئات من العمال بمختلف القطاعات العمومية والاقتصادية والتجارية بولاية البويرة الالتحاق بمناصب عملهم صباح أمس حيث اجتمع المحتجون من عمال الإدارات المحلية البلدية والولائية وعمال مختلف المديريات الولائية على غرار عمال مديرية التربية وعمال مؤسسة نفطال وبريد الجزائر واتصالات الجزائر بساحة الوئام قبل أن يلتحق بهم الطلبة والتلاميذ الذين تم تسريحهم في الصباح الباكر.
الأمن يفشل في منع المتظاهرين من السير في العاصمة نجحت كنفيدرالية النقابات الجزائرية في ولايات الوسط ومختلف ربوع الوطن في شل مختلف المؤسسات سواء التربوية أو الصحية أو الإدارات حيث سجلت نسبة استجابة كبيرة لنداء الاضراب الوطني، وعلى رأسها قطاع التربية الذي شهد مشاركة قوية، وانخراطا غير مسبوق للمدراء والمفتشين وهو الشأن لقطاع الصحة والإدارات العمومية. عرف قطاع التربية اليوم شللا شبه تام حيث سرحت المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة على المستوى الوطني التلاميذ منذ الصباح الباكر، تلبية لنداء الإضراب الذي دعت إليه كنفدرالية النقابات الجزائرية ليوم واحد، والتي تضم 13 نقابة مستقلة تمثل قطاعات وزارية حساسة، كما تم تسجيل انضمام مديري المؤسسات التربوية إلى جانب مفتشي التربية الوطنية للحركة الاحتجاجية في سابقة لمساندة زملائهم المضربين والتعبير عن دعمهم المطلق والتام للحراك الشعبي، كما رفضوا إنجاز وضعية الإضراب كأسلوب حضاري للاحتجاج. وتسبب الاضراب في توقف مختلف النشاطات الطبية والعلاجية على مستوى العيادات العمومية بشكل خاص، مع ضمان حد أدنى من الخدمات على مستوى مصلحة الاستعجالات في المستشفيات الجامعية والعيادات الصحية الجوارية، كما لبى عمال قطاعات البريد والتكوين المهني وكذا الأئمة نداء الإضراب، اضافة الى عمال واساتذة من قطاع التعليم العالي، والتكوين المهني الذين التحقوا بالمسيرة منذ الصباح الباكر. وفي هذا الاطار، قال ممثل نقابة عمال التربية "أسنتيو"، يحياوي قويدر إن اضراب الامس، كان مميزا بالنظر لقوته وارتفاع نسبة التجند فيه، حيث شهد مشاركة قياسية لمختلف أطراف الأسرة التربوية، التي تعاطفت مع "التعنيف" الذي تعرض له طلبة الجامعة اول امس من قبل قوات الشرطة وادركت ان القضية تتعدى مطالب فئة من الفئات الى مصير وطن وجب إنقاذه قبل فوات الأوان. وحسب محدثنا فإن الاضراب كان ناجحا، وأكد مرة اخرى تلاحم الاساتذة ومختلف اسلاك القطاع مع الشعب، عكس الإضرابات السابقة لم تسجل اية مضايقات من قبل الادارة مثلما جرت العادة، لأن الامر لم يعد يتعلق بمطالب اجتماعية ومهنية فقط، بل بمصير الشعب والبلاد ولأن الأساتذة من النخبة المثقة فمن واجبهم الانخراط في الحراك الشعبي والوقوف جنبا الى جنب مع المواطنين في جميع المسيرات. من جهته قال رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية وممثل الأطباء في الكنفدرالية، الدكتور إلياس مرابط، إنه تم تسجيل وعي كبير امس في أوساط الاطباء المضربين، حيث قال إن نسبة الاستجابة كانت كبيرة، الى درجة ان العديد من الموظفين من مختلف الاسلاك حتى غير الممثلة في النقابة، التحقت بالاحتجاج على مستوى جميع المصالح، مع توفير الحد الأدنى للخدمات وثمن التلاحم المسجل النابع من يقين الجميع أن الامر هذه المرة يتعدى مطالب مهنية واجتماعية الى مصير وطن وشعب، كما شهدت حركة القطارات امس شللا تاما عبر محطات السكة الحديدية حيث دخل عمال وسائقو القطارات في إضراب عن العمل، مما أحدث فوضى عبر محطات السكة الحديدية وطوابير طويلة للمواطنين.