البلاد - زهية رافع - برزت حالة من الانقسام على المشهد السياسي بعد ترسيم المتسابقين لانتخابات 12 ديمسبر القادم، حيث انقسمت الأحزاب بين دعم المرشحين ففي حين حظي المترشح علي بن فليس بدعم ومساندة 6 أحزاب لحد الساعة من المحسوبة نسبيا على المعارضة، أعلنت حركة الإصلاح عن دعم المترشح تبون، لتبقى الأحزاب الفاعلة في الساحة على غرار الأفالان، حمس، والعدالة والتنمية تتريث وتتابع بشكل حذر، رغم أن مقري وجاب الله فصلا في موقفهما من هذه الرئاسيات وقررت حركتيهما مقاطعة الرئاسيات. هذا واتجهت الأحزاب السياسية غير المعنية بالمشاركة بمرشحيها في الإنتخابات الرئاسية نحو لعب أوراقها بعد ترسيم المجلس الدستوري القائمة النهائية للمتسابقين للرئاسيات، حيث خرجت هذه الأحزاب من فترة المراقبة والتردد الذي طبع مواقفها، خاصة بعد فشل مشروع المرشح التوافقي وانتقلت إلى مرحلة الدعم والمساندة، فكل حزب يريد التموقع على الساحة السياسية في الفترة القادمة، وكل منها له حساباته. حيث تراهن هذه الأحزاب "الصغيرة" على من تعتقد أنه لديه القدرة على الفوز في الانتخابات، حيث حظي المرشح علي بن فليس بدعم أحزاب وشخصيات مقربة من خطه السياسي، لاعتلاء كرسي الرئاسة، بحسب ما اتضح خلال ندوته الصحفية الأولى بعد ترسيم ترشحه. وشهدت الندوة الصحفية التي عقدها بن فليس للإعلان عن البرنامج الذي سيخوض به الحملة الانتخابية، حضور عدة شخصيات تترأس أحزابا سياسية، على غرار رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، والأمين العام لحركة النهضة بن عائشة، ورئيس جبهة النضال الوطني، عبد الله حداد.
بن فليس يحظى بدعم 6 أحزاب كما حضر كل من رئيس الجبهة الوطنية للحريات محمد زروقي، ورئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام، ورئيس اتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية نور الدين بحبوح، إضافة إلى الأمين العام الأسبق لحركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي. ويعني حضور هذا التكتل السياسي دعما صريحا لعلي بن فليس على الرغم من تحفظ هذه الاحزاب على إعلان دعمها بشكل مباشر لبن فليس، ليكون بذلك اول مرشح محاط بدعم سياسي قد يعزز حظوظه على الرغم من أن جل هذه الأحزاب "مجهرية"، لكنها ستكون ورقة مهمة لصالح بن فليس.
غويني ينضم لصف تبون في انتظار البقية المترشح الحر عبد المجيد تبون الذي رفض الترشح بعباءة الأفالان وضيع على الحزب فرصة التفاوض لحد الساعة، يعول على التفاف قواعد الحزب معه وسيكون قرار حرية الاختيار لمناضلي الحزب ورقة رابحة لصالحه، لا سيما بعد فتح بابه أمس الأول خلال ندوته الصحفية للجميع إلا من يخدم مصالح أجنبية، فقد حظي بدعم رئيس حركة الإصلاح فيلالي غويني الذي جهر بمساندة المترشح الحر عبد المجيد تبون، مبررة موقفها باقتناعها ببرنامجه الإنتخابي "القوي".
التحالف الرئاسي خارج الخط ورصيده في تزيين الفساد ينفر المرشحين يبدو أن أحزاب التحالف الرئاسي التي أضحت مثل "الجرثوم" الذي قد يصيب عافية أي مرشح يقترن اسمه بدعم إحداها، كيف لا وهي التي اجتهدت في تزيين صورة الفساد، فقد تاهت بوصلة مواقفها السياسية ،ما عدا الأرندي وأغلبها لم يتحسس بعد معالم المرحلة الحالية والقادمة في خضم هذا المخاض العسير الذي تمر به البلاد وغاب عن المشهد السياسي على غرار تاج والأمبيا. فيما يعيش الأفالان الذي كان قاطرة التحالف الرئاسي أسوأ مرحلة، حيث لم يخرج باتفاق حول موقفه النهائي.
التنظيمات الكبرى والجمعيات تدير ظهرها للمترشحين وتخلط حساباتهم من جهة أخرى، أبقت أكبر التنظيمات والجمعيات والأحزاب السياسية، نفسها على مسافة بعيدة عن أصحاب النوايا المعلنة، حيث سبق أن أعلن أمين عام الاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة عدم الالتزام بدعم أي مرشح باسم المركزية النقابية وترك للنقابيين حرية اختيار رئيسهم. ورغم الأوصاف التي تلاحقها كتوصيفها بنقابة بقايا العمال، إلا أن أدوارا مرسومة كانت تلعبها طيلة فترة حكم بوتفليقة. كما أعلن منتدى رؤساء المؤسسات انسحابه من الساحة السياسية وتطليقه تقاليد الدعم و«الشكارة" والتمويل المالي، والأهم من كل هذا هو تأكيد المؤسسة العسكرية أن لا مرشح لها ومن يريد اختبار ميزانه فعليه بالميدان.. هذا التأكيد الذي يبدو كفيلا بإبقاء الانتهازيين من متربصي الفرص والداعمين بمقابل و«الطماعين" في مدرجات المتفرجين.