ذكرت مصادر مطلعة أن خيار تقديم مرشح عن الحركة في الانتخابات الرئاسية ممثلا في شخص رئيسها عبد الرزاق مقري وارد، غير أن قيادة "حمس" متخوفة من أن ينسف هذا القرار تكتل الجزائر الخضراء، بحكم عدم موافقة طرفي التحالف عليه، إلى جانب عدم وجود توافق عليه في مجموعة ال 14 والحركة عضو فاعل فيها. أشارت المصادر الى أن الدورة الإستثنائية للمجلس الشوري للحركة، التي انعقدت لمناقشة خيارات تعامل حمس مع الاقتراع القادم، حاولت تحليل كافة الخيارات المطروحة بدقة، ومن بينها تقديم مرشح عن الحزب للإنتخابات الرئاسية، والذي لن يكون سوى رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، لكن هذا الخيار قد يضع حركة مجتمع السلم في مواجهة خطر فقدان تحالفاتها الحالية، خاصة في تكتل الجزائر الخضراء ومجموعة الذاكرة والسيادة المسماة مجموعة ال 14 التي يوجد بها قادة أحزاب لهم طموح دخول السباق ووفق المصادر، دخول مقري كمرشح لسباق الرئاسيات قد يواجه رفض حليفيها في تكتل الجزائر الخضراء، وخاصة حركة الإصلاح الوطني، التي ينوي أمينها العام جهيد يونسي دخول السباق، كما جرى في رئاسيات 2009، وبالتالي فإن نجحت حمس فإن ضمان دعم خيارها من قبل النهضة، فدعم حركة الإصلاح غير مضمون. وأشارت المصادر أنه رغم عدم وجود بند في وثيقة التحالف مع حركتي النهضة والإصلاح يجبر أيا من هذه الأحزب الثلاثة على الالتزام بلدخول ككتلة سياسية واحدة خلال الانتخابات الرئاسية، إلا أن ترشيح أحد هذه الأحزاب لشخصية لا تحظى بالإجماع لدى كل الأطراف قد يؤدي إلى تشتت الجهود وإجهاض كل خطوات التحالف السابقة خاصة على مستوى البرلمان. وعلى صعيد آخر يعتبر وجود حركة حمس ضمن مجموعة ال 14 كطرف سياسي فاعل عقبة أمام دخولها بمرشح سباق الرئاسيات، كون الأمر لا يحظى بتوافق داخل هذا التحالف الذي سجل مواقف موحدة طيلة الأشهر الأخيرة تجاه قضايا وطنية مثل تعديل الدستور، وبالتالي فانفراد حمس بدخول السباق دون تزكية من الأطراف الأخرى وهوأمر مستبعد سيضعف مواقعها في الساحة السياسية. كما أن مشاركة مقري كمرشح للحركة في الرئاسيات من شأنه تشتيت مواقف هذه المجموعة بين مؤيد ومعارض للخيار بشكل سيكون بمثابة مسمار يدق في نعش هذا التحالف السياسي عشية موعد سياسي هام مثل الإنتخابات الرئاسية. وذكرت مصادر ان رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام ينوي أيضا الدخول كمترشح خلال الإنتخابات القادمة باسم حزبه إلى جانب قادة أحزب اخرى ضمن المجموعة. ووفق نفس المصادر، فإن ترشح عدد من قادة أحزاب مجموعة ال 14 سيؤدي أيضا إلى تنسيق مواقف هؤلاء المتسابقين خلال الإنتخابات خاصة في حال إجراء دور ثان للرئاسيات حيث سيكون لهم موقف موحد في دعم أحد المترشحين المتنافسين.