الجزائر تتجه إلى استعادة قوة دبلوماسيتها البلاد- رياض.خ- تواصل الإنزال الدبلوماسي في الجزائر بزيارة وزير الخارجية والتعاون الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد للجزائر، الذي استقبله يوم الخميس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مسلما إياه رسالة من نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. هذه الزيارة المتكررة للوفود الدبلوماسية الخارجية على الجزائر، جرت بقصر المرادية بحضور وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم, والوزير المستشار للاتصال، الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، بلعيد محند أوسعيد. وعلى هامش هذه الزيارة الرسمية لمنصب الرئيس الموريتاني إلى الجزائر، صرح إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن العلاقة الإستراتيجية التي تربط البلدين المغاربيين، تجسدت في حرص الرئيس الجزائري على مزيد من متانة العلاقة بين الجزائر وموريتانيا، مردفا بالقول إن العلاقة الثنائية ممتازة وتحتاج لدفعة قوية وتعزيز فرص التعاون في جميع المجالات المتاحة. هذه الزيارة حملت عدة رسائل هامة منها دعوة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للقيام بزيارة الجزائر لتعزيز روابط الصداقة بين البلدين بشكل أفضل، وخلص ولد الشيخ في تصريحه لوسائل الإعلام إلى القول، اذهب من الجزائر بكثير من التفاؤل بشأن العلاقة المتينة التي تربط البلدين الجزائر وموريتانيا. هذا التدفق الدبلوماسي الغزير على الجزائر في الآونة الأخيرة، يبرز الحركية الدبلوماسية غير المسبوقة، التي تطبع المشهد الدبلوماسي في الجزائر منذ تجاوز الفراغ الدستوري، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولم تعش الجزائر هذه الحركية منذ سنين طويلة، فقد تسبب مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، في إعاقة الآلة الدبلوماسية للبلاد، بسبب إمعانه في تركيزها في يده، وهو المقعد على كرسي متحرك، الأمر الذي تسبب في خسارة الجزائر لموقعها كقوة إقليمية في المنطقتين العربية والإفريقية، بدليل زيارات وفود منغولية، يونانية، موريتانية، روسية وإيطالية في وقت سابق وفرنسية وعدة دول محورية. وينتظر العديد من المراقبين والمختصين في العلاقات الدولية، أن يزداد الاهتمام الدولي بدور الجزائر في المنطقة، بدليل أن هناك 7 دول معظمها فاعلة وقوية وجهت دعوات رسمية للرئيس عبد المجيد تبون لزيارتها، حيث من المرتقب أن يشرع في هذه الزيارات خلال الأسابيع القادمة. وتؤكد كل المؤشرات والمعطيات أن الدبلوماسية الجزائرية تتجه نحو استرجاع مكانتها على الساحة الدولية، حيث وجهت تركيا دعوة للرئيس تبون، وذلك عن طريق الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة للجزائر، ومن المنتظر أن تكون هذه الزيارة مع نهاية السنة الجارية، ويكون هدفها الرئيسي كما تم الإعلان عنه خلال زيارة أردوغان، هو التوقيع على المجلس الأعلى للتعاون بين البلدين، ويكون محتواه اقتصاديا أكثر منه شيء آخر، وذلك بعد الثقل الدبلوماسي الذي أظهرته الجزائر في الملف الليبي. كما وجهت إيطاليا دعوة رسمية للرئيس تبون لزيارة روما، هذه الزيارة المنتظرة هي الأخرى، ستكون بطابع اقتصادي خاصة ما تعلق بتجديد عقود تزويد إيطاليا بالغاز، وأمنية في ظل الأزمة الليبية ومعاناة إيطاليا من ظاهرة الهجرة غير الشرعية وقوارب الحراڤة، كما بات من الوضح جدا أنه هناك تقاربا جزائريا إيطاليا وجزائريا ألمانيا وجزائريا إسبانيا في شتى المجالات ما وضع فرنسا أمام الأمر الواقع، كما تلقى تبون دعوة رسمية من نظيره اليوناني لزيارة هذا البلد. أما تونس، الجارة الشرقية، فينتظر أن تكون الأسابيع القادمة، وجهة للرئيس تبون إلى الحارة الشرقية، حيث أكد أنه سيقوم بزيارة لتونس الشقيقة لبحث العديد من القضايا المشتركة، الأمنية والاقتصادية وتعزيز روابط الأخوة بين الشعبين والبلدين. ووجهت دولة الإمارات دعوة رسمية للرئيس تبون لزيارة أبو ظبي، بهدف تعزيز أواصر العلاقات بين الشعبين الشقيقين، حيث تربط الجزائر بأبو ظبي العديد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، ناهيك عن قضية ليبيا، حيث عرف مؤتمر برلين حضور الطرف الإماراتي. أما المملكة العربية السعودية، فهي الأخرى وجهت دعوة رسمية لرئيس عبد المجيد تبون لزيارة الرياض، هذه الزيارة التي تحمل العديد من الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث لا ينكر أحد قوة العلاقات بين البلدين وفي ومختلف المجالات ومنذ أمد بعيد، حيث إن العلاقات بين البلدين تمتد إلى ما قبل استقلال الجزائر وبالحديد إبان الثورة التحريرية. وتؤكد صحوة الدبلوماسية الجزائرية منذ انتخاب الرئيس تبون في إنتخابات شفافة ونزيهة على قيمة ومكانة الجزائر بين الدول والأمم وإمكانية أن تؤدي دورها الريادي بأفضل حال وفي كل الأصعدة.