بحث وزير الداخلية كمال بلجود مع سفير مملكة إسبانيا لدى الجزائر فرناندو موران، قضية مكافحة الهجرة غير الشرعية التي عادت بقوة هذه الأيام. وحسب بيان لوزارة الداخلية "فقد تبادل الطرفان خلال هذا اللقاء، سبل تعزيز التعاون الثنائي في القضايا ذات الاهتمام المشترك على غرار ظاهرة مكافحة الهجرة غير الشرعية وكذا تبادل الخبرات في المجالات ذات الصلة بقطاع الداخلية". وكانت وحدات حرس السواحل قد تمكنت في الفترة الممتدة من 20 إلى 25 سبتمبر الجاري، في عمليات متفرقة بالمياه الإقليمية الوطنية، من اعتراض وإنقاذ 755 شخصا حاولوا الإبحار بطريقة غير شرعية ليتم التكفل بهم من طرف المصالح المختصة للقوات البحرية، فيما تم انتشال ثلاث جثث لمهاجريين غير شرعيين غرقوا بعد انقلاب قواربهم حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني. وتصدرت قضية عودة "قوارب الموت" اهتمام السلطات في الجزائر وإسبانيا حيث دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، كمال بلجود، الشهر الماضي، نظيره الإسباني، فرناندو غراند كارلاسكا، لتكثيف الجهود وتبادل المعلومات بين البلدين لمحاربة من سماهم انتهازيي ظاهرة الهجرة غير الشرعية والشبكات المافوية للمخدرات.وشدد بلجود لدى التطرق إلى ملف الهجرة السرية على أنه كان واضحا مع الوزير الإسباني بخصوص معاناة الجزائر من هذه المشكلة، وتجنيدها إمكانيات مالية ومادية وبشرية جد مهمة لمحاربة هذه الظاهرة، على حد تعبيره، وتابع المسؤول مفيدا بأنه تكلم مع نظيره الإسباني عمن سماهم الانتهازيين والشبكات المافوية للمخدرات، مبرزا في هذا الصدد ضرورة تكاتف الجهود بتبادل المعلومات بين البلدين حتى تتم محاربتهم. وأكد المتحدث أن الطرفين سيتعاونان فيما بينهما وسوف تعقد لقاءات بين وفود كلتا الوزارتين من أجل مصلحة الجزائر وإسبانيا. أما الوزير الإسباني فأوضح أنه بحث مع بلجود سبل التعاون في مواجهة عودة قوافل الحراڤة والحد من الجريمة المنظمة ونشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة والساحل، مضيفا أن اللقاء تناول من جهة أخرى موضوع التعليم المتواصل للقوات الأمنية في البلدين والتعاون في إطار عمل الحماية المدنية والأمن عبر الطرقات. واعتبر المسؤول الإسباني أن زيارته إلى الجزائر الثالثة من نوعها "لخير دليل على التعاون القائم بين البلدين الذي لا ينقص شيئا عما كان عليه من قبل بل سيتم تطويره"، على حد تعبيره. وحسب آخر تقرير للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس)، فإن عدد المهاجرين غرب البحر المتوسط تجاوز 3700 خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2020، نصفهم من الجزائر. لكن هذا الرقم بعيد من الواقع حسب المحامي الجزائري المتخصص في قضايا الهجرة كسيلة زرقين، إذ قال إن عمليات الهجرة من سواحل عنابة على سبيل المثال، قد "تزايدت" بشكل مخيف بالرغم من انتشار فيروس كورونا المستجد.