خ/رياض يواجه ولاة الجمهورية في ربوع الوطن خاصة الولايات الموبوءة منها، ضغط كبير بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بجائحة كورونا، ومنحت الحكومة الضوء الّأخضر للولاة في فرض تدابير أكثر صرامة للتصرف وإصدار القرارات الممكنة للحد من انتشار الفيروس، الذي تفشى بشكل رهيب في عدة مناطق لاسيما المدن الكبيرة. وباشر الولاة في تنفيذ التدابير العقابية الصارمة التي اتخذتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية بحق سائقي حافلات النقل الحضري الذين لا يلتزمون بتطبيق الإجراءات الوقائية بقطع عدوى الجائحة الوبائية، بعد أن لوحظ تراخي من قبلهم رغم ارتفاع عدد الإصابات اليومية بالفيروس. وتتضمن الإجراءات العقابية التي أقرتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية سحب رخصة السياقة لمدة شهرين من السائق الذي لا يرتدي القناع الواقي، أو الذي يتجاوز عدد الركاب المسموح بنقلهم، أي بملء أكثر من نصف المقاعد بالمسافرين، علما أن الإجراءات العقابية السابقة كانت تسلط غرامات مالية على صاحب الحافلة عند خرق التدابير الاحترازية، دون تعريض السائق لأي إجراء، رغم أنه المسؤول عن المركبة وتنظيم الركاب خلال فترة الدوام. وبادر بعض الولاة على غرار والي وهران إلى منع شاشات التلفاز داخل المقاهي واعادة غلق بعض الملاعب الجوارية في كاسطور العثمانية بلاطو لمنع انتشار العدوى في عاصمة الغرب الجزائري , كما تنقل بشكل فجائي إلى مصلحة كوفيد 19 للوقوف على الوضع الوبائي ميدانيا وتشجيع الأطقم الطبية التي تشتغل على مواجهة الفيروس القاتل. وبادر والي ولاية الشلف لخضر سداس إلى إعادة غل قاعات الحفلات ومنع التجمعات العائلية وغلق الفضاءات الرياضية مع منع تثبيت الكراسي والطاولات في المقاهي والمطاعم في إطار المهام المنوطة إليه , مبررا قراراته في اجتماع رسمي ضمه بالسلك التنفيذي بالارتفاع اللافت في أعداد الإصابات بمصالح كوفيد في أرجاء الولاية. كما سارع والي والي ولاية بجاية ، إلى القيام بخرجات ميدانية لتوعية الناقلين بأهمية تطبيق الإجراءات الوقائية داخل الحافلات، عن طريق وضع الكمامة وفرض التباعد الجسدي، باستغلال 50 بالمائة من القدرة الاستيعابية للمركبة، إلى جانب تحسيس الراكبين بأهمية وضع القناع الواقي للحماية من الفيروس. ويتم هذه الأيام على مستوى مختلف المحاور والحواجز الأمنية مراقبة حافلات النقل الحضري للتأكد من مدى احترام التدابير الاحترازية، علما أن الإجراءات المشددة التي تم إقرارها مؤخرا تخضع المسافرين أي في حال عدم ارتداء الكمامة، إلى تسديد غرامة مالية بقيمة 1 مليون سنتيم، بعد أن كانت العقوبة تقع في السابق على صاحب المركبة. وساهمت هذه الإجراءات المشددة حسب ما أكده ممثل الفيدرالية الوطنية للناقلين " محمد عنتر" ل "البلاد" , في تراجع بارز لظاهرة الاكتظاظ في حافلات نقل المسافرين، خاصة منذ بداية هذا الأسبوع، معترفا بتسجيل بعض التراخي في الفترات الأخيرة من قبل السائقين، وظهر ذلك في عدم احترام مسافة الأمان خاصة في فترات الذروة، وتجاهل واضح للتوصيات المنصوص عليها من قبل الأخصائيين. ويؤكد محدثنا، أن الغرامات المالية المشددة المفروضة على السائقين والركاب، ساهمت بالنصيب الأوفر في رفع درجة الحس لدى كثير من المواطنين، الذين باشروا من تلقاء أنفسهم تطبيق الإجراءات الاحترازية عبر تفادي ركوب الحافلات التي لا تحترم العدد المسموح به، مع وضع الكمامة لتلافي الأسوأ.