البلاد نت/ رياض.خ- واصلت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدينار الجزائري في الهبوط الخفيف، خلال التعاملات المبكرة للسوق الموازية (السوداء)،اليوم الاثنين، وسجل متوسط سعر العملة الموحدة "الأورو" لدى السوق الموازية في مختلف نقاط البيع المعروفة ب "السكوار بساحة بور سعيد في الجزائر العاصمة، الملاذ الوحيد للحصول على العملة الصعبة، أو المدينة الجديدة بوهران أو الأقواس في سطيف 20100 دج مقابل ورقة 100 أورو، فيما حقق سعر ذات العملة الأوروبية لدى بنك الجزائر المركزي 162.44 دينار للشراء، و162.38 دينار للبيع. بينما بلغ سعر الدولار لدى البنوك 132.13 إلى دينار للشراء و132.12 للبيع، فيما وصل مستوى الدولار لدى تعاملات السوق السوداء إلى 171 دينارا للشراء مقابل 176 للبيع. أما بخصوص سعر العملات العربية لاسيما الريال السعودي، فيظل يواصل خسائره بشكل لافت، إذ بلغ سعره لدى السوق الموازية في الجزائر44 دينارا للشراء و45 دينارا للبيع، بينما سجل في بنك الجزائر المركزي 35.216 دينار للشراء، و35.222 دينار للبيع. وعزا عديد الملاحظين لسوق صرف العملات الأجنبية لاسيما الأورو في الجزائر، إلى تمديد فترة الإغلاق الذي تفرضه السلطات العليا للبلاد في الرحلات الدولية، لمنع عدوى تفشي فيروس كورونا بعد نجاح الجزائر في التصدي لموجة جديدة من الجائحة الوبائية، وذلك بعد ظهور سلالة جديدة من الفيروس باتت تهدد بعض الدول الأوروبية. كما أرجع الخبير المالي محمد غويني في حديث ل "البلاد نت"، هذا التراجع في التعاملات الهادئة لصرف سعر الأورو، إلى استمرار غلق السفريات السياحية لاسيما رحلات البقاع المقدسة والأخرى المنظمة من مختلف الوكالات السياحية إلى شرق أوروبا وبعض البلدان العربية والخليجية. ورأى ذات المتحدث، أن قرار إبقاء غلق مجال استيراد السيارات أقل من ثلاث سنوات، أسهم بالنصيب الأوفر في التراجع الطفيف لعملة الأورو، مضيفا أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى انحسار المضاربة قليلا وتراجع لجوء المتعاملين في السوق الموازية لجمع ذات العملة الأوروبية، وفي تحليل آخر، ذكرت دكتورة الاقتصاد المالي عاصم شهرزاد أستاذة بجامعة وهران، أن هناك أسبابا أكثر قوّة، لتفسير هذا التراجع الطفيف، أبرزها، "بريكسيت" (انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي)، وكذلك انحسار المضاربة قليلا بفعل تأخّر النص التنظيمي الخاص باستيراد السيارات أقل من ثلاث سنوات، متوقعة مزيد من تراجع سعر صرف العملة الأوروبية في السوق السوداء وذلك لغياب عوامل مشجعة تدفع الدوفيز إلى استعادة عافيته. على نطاق مواز، يرى تجار العملات الأجنبية، عكس ما توقعه المحللون الاقتصاديون، وأوضح "سعيد. ن" وهو تاجر بيع العملة الصعبة في المدينة الجديدة بوهران، أن ثمة مؤشرات لعودة الأورو إلى الارتفاع ويبلغ سعره أكثر من 280 دينارا بمجرد إعادة فتح الحدود الجزائرية وعودة الأنشطة التجارية إلى طبيعتها، مع احتمال عدول الرئيس على قرار تجميد عملية استيراد السيارات أقل من ثلاث سنوات، وهو ما يعيد انتعاش السوق السوداء واستعادة معادلة الطلب والعرض إلى مستواها المعهود.