ارتفعت أسعار العملة الصعبة (الأورو) مجددا في السوق الموازية بسبب زيادة مفاجئة في الطلب في شراء الدوفيز في اليومين الأخيرين، بعد الزلزال الذي ضرب سوق العملة الموازية خلال الأسبوع الماضي. وأفادت شهادات لشباب يشتغلون بسوق السكوار لصرف العملات الأجنبية ل “الشروق” أن ارتفاعا مفاجئا لشراء الدوفيز وخاصة الأورو اعتبارا من مساء الاثنين، وهو ما كانت له انعكاسات مباشرة وآنية على سعر صرف العملة الأوربية الموحدة. وحسب الشهادات نفسها فقد بلغ سعر صرف ورقة 100 يورو ليلة الاثنين إلى الثلاثاء 21 ألف و200 دينار، وهو سعر يقترب كثيرا من تلك التي كانت قبل الأسبوع الماضي، أي قبل الزلزال الذي ضرب سوق صرف العملة الموازية، حين كان في حدود 20 ألف و400 إلى 500 دينار. وصبيحة الثلاثاء بلغ سعر صرف ورقة مائة أورو ب 20 ألف و500 دينار للبيع، و20 ألف دينار للشراء (لدى مصرفي العملة)، لأن الطلب على الورقة الخضراء ما زال ضعيفا ومتذبذبا حسب إفادات عدد من مصرفي العملة بسوق السكوار بور سعيد، عكس الأورو. وتعرف السوق الموازية لصرف العملات الأجنبية وخاصة الأورو والدولار تذبذبا منذ أكثر من أسبوع، حيث تراجعت الأسعار كثيرا وصلت في بعض الأحيان إلى 5000 دينار. وربط مراقبون بين تهاوي أسعار صرف الدوفيز في السوق الموازية في الأيام الأخيرة بسجن وجوه بارزة ورجال أعمال من حقبة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، التي كانت تشتري مبالغ كبيرة من العملة الصعبة من السوق الموازية، وبسجنها تراجع الطلب على العملات الصعبة وانهارت الأسعار بفعل ذلك. وما يعزز هذه الفرضية هو أن أسعار صرف العملة الرسمية المعلنة في البنوك من طرف بنطك الجزائر بقيت نفسها من دون تغيير، وهو أمر منتظر لكون معطيات الاقتصاد الجزائري بقيت هي نفسها وهي أن البلاد تعتمد على عائدات النفط والغاز بنسبة 94 بالمائة، ولذلك فسبب تراجع صرف العملة الصعبة في السوق السوداء راجع لأسباب ظرفية وليس لأسباب اقتصادية.