رغم يقيني أنه لا علاقة بين العض كسلاح فتّك والحمار كحيوان مجبول على "الصك" والركل بمؤخرة قدميه، إلا أن ما حدث لمواطن بولاية الشلف وقبله فلاح من قرى خنشلة يدعونا إلى البحث عن سرّ انتقال العض من فئة الكلاب إلى فئة الحمير وصولا إلى فئة الحشرات والثعابين والجرذان السياسية، لنصحو كأمة "معضوضة" اجتماعيا وانتخابيا ومؤسساتيا، على أن العض لمن استطاع إليه سبيلا أضحى شعار الزمن القادم.. مواطن من الشلف هو أقرب إلى الزميل منه إلى الخصم لمن وجده متربصا له أمام باب بيته دون عداوة سابقة المواطن إلى معضوض والمعتدي الأثيم حمار هائج، ولأن الحمار لم يكتف بصكّ الضحية كسنة كونية فإن الواجب الصحي والتاريخي يدعو الحكومة للتدخل لدى معهد باستور للكشف عمن هو الحمار ومن هو الكلب "ابن الكلب" الذي نزع عن الحمار "صكه" وزوّده بأنياب حادة تترصد وتعض، لتختلط الأمور والأنساب ويفقد المجتمع قدرته على التمييز بين أصول وجذور الحيوانات فلا يعرف الراكب من المركوب ولا العاض من "المصكوك"، ويصبح الأمر برمته أشبه بحديقة حيوانات كبيرة فقد فيها الثعلب مكره ليُحجز له "خم" يبيض فيه بمجرد أن تكتحل عيونه بصورة "فلوس" عابر للصناديق وللأرحام.. لا أعرف ما العلاقة بين السلطة وحكاية الحمارين، حمار خنشلة وحمار الشلف اللذين طرحا مواطنين بريئين وصالحين عضا وأرضا في حوداث "انتخابية" منعزلة ومتفرقة؟ ولا أدري ما دخل أويحيى في جنون الحيوان وجنون البطاطا وجنون الزيت وجنون البقر بعدما أصبح لنا في كل سوق شعبي متربص "عضاض"؟ فقط، كل ما أعرفه أن قاعدة كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته لم تستثن أويحيى من مسؤوليته عن ناقة عثرت في حفرة ببريان، كما لم تستثنه من حماية الأطفال من عض الجرذان في وضح النهار ليصل الأمر إلى مسؤوليته التامة والكاملة عما يعانيه المواطن من عض "حمير" تحول إلى عدوى تنتقل بين ربوع البلاد في غياب أي لقاح أو مصل يعيد الأنساب إلى طبيعتها وسنتها الكونية..