قالوا والعهدة على رواة البعض من صحف أصبحت لا تباع إلا إذا كان هناك عاض ومعضوض، إنه في زمن الأمن والأمان تعرض طفل لا تتجاوز براءته السبع سنوات في قرية تنتمي إلى مدينة محصنة مقاولتيا بمشاريع تنويمية أو تنموية، إلى عضة كلب أودت بحياته. ورغم أن الخبر عادي والعض مرض وراثي ورثه الصبي عن أبيه المعضوض الذي ورثه عن جد الصبي في أكثر من واقعة غبن وجوع حياتي، إلا أن الغرابة في العض الجديد أن ''الكلب إبن الكلب'' الذي اغتال الصغير ببرودة كلب لم يكفه قضم حياة الصبي الأعزل من حماية السلطة ليتعداه إلى الإغارة على حرمة بقرة كانت آمنة برغد عيشها بعدما أمّن لها الرئيس علفها من خلال عفوه الأخير على الفلاحين في البنوك والأراضي طبعا، ليسقيها كلب موتا سقاه لصبي والنتيجة لا فرق بين الصبي والبقرة، فكلاهما يُبقر وكلاهما يُسقى الردى وكلاهما يموت غيلة فقط، لأن مسؤولي هذا البلد لم يعد يحركهم أن تعض الكلاب الأطفال والأبقار معا فتُنهي حياة الطفل ومعه حليب البقرة، لأن سيادة الراعي المسؤول عن رعاعه ورعيته كان مشغولا أثناء حدوث الواقعة المؤسفة بتبليط الشارع خوفا من أن يتحمل وزر عثور جمل أو مقاول في طريق غير معبد بالفواتير المفوترة.. المكان منطقة تسمى البابور والولاية المدينة الرائعة سطيف، حيث نافورة الماء الخالدة والمجرم المسخرة ضده إمكانيات الدولة كلب مكلوب، جال وصال في تنمية وحرية تامة ليصادف في طريقه طفلا أعزلا، إلا من أحلام والد بأن هذا الصغير الذي حملته ووضعته أمه كرها سيكون معوله الذي يحفر له قبره إذا ما عضه دهره، لكن ولأن الكلب كلب وإن كان من مواليد القرن الواحد والعشرين، فإنه بمجرد أن استصغر واستضعف ضحيته حتى مارس عضه التقليدي ليشيع براءة لا ذنب، لها سوى أن حكومة التنمية والأرقام الانتخابية الكبيرة هزمها كلب متشرد ومسعور لم يكفه أنه التهم جسد الصبي ليحلى وجبته بأمعاء بقرة كانت مغتبطة بحشيشها ''البايلك'' لتسنفر الجريمة الكاملة معاشر المسؤولين بأجهزتهم المتطورة، ويتم الثأر لوالد الغلام وجاره صاحب البقرة من حمار مقبوض عليه في مكان الواقعة عوضا من كلب مكلوب فعلها وقصة الحمار الذي دفع رأسه ثمنا لجريمة لا يعرف عنها شيئا، بعدما تم قطعه أن المطاردين والكلفين بالقبض على للكلب حيا أو ميتا اختاروا أسهل الطرق بعدما بلغهم أثناء غزوة بحثهم وتفتيشهم عن الكلب المقصود، أن حمارا قد رفس وعض صاحبه فأدخله المستشفى بنفس المنطقة المسماة ''البابور'' ليهتدوا إلى القبض على الحمار بجرم عض صاحبه ويقرر السادة فصل رأسه عن جسده وإرساله إلى معهد باستور للتأكد إن كان صاحب الرأس المقطوع ''حمارا''أم كلبا متنكرا في زي حمار، قام منذ أيام بقتل صبي ونحر بقرة، ليتوارى في جلد حمار هروبا من عدالة الأرض والسماء وحتى لا يقبض عليه المسؤولين الفطنين لحيل ''الكلب ابن الكلب''.. حكاية طريفة وساخرة ومملة، لكنها قاتلة بحقيقتها المرة التي شيّعت صبيا في عمر الزهور، لم يقترف من خطيئة ولا جرم سوى أن وطنه ورجال وطنه ممن نسميهم مسؤولين رأوه أكثر من مرة ينحر، لكنهم لم يحركوا ساكنا إلى حين إعلان وفاته. وحتى يخفوا مسؤولية أن هناك عجزا وتهاونا وحتى تآمرا مع الكلاب المشردة والمكلوبة، فإنهم يسارعون جماعات لتأبين الضحية وتسليم ظرف أصفر لعائلة الضحية في تعاطف ظاهره مؤازرة وباطنه رشوة لا تغني من جوع ولا تعيد من موت والمهم أن واقعة قرية ''البابور'' بسطيف التي راح ضحيتها صبي وبقرة وحمار مشتبه به لم تكن الأولى من نوعها الكلبي، فقبل أن تقع الفأس في رأس ضحايا قرية البابور السطايفية، كنا قد عايشنا قبلها بشهور حادثة كلب آخر كان قد فرض حضرا للتجول على نهار تيسمسلت بعدما تمكن وهو الفرد من عض أكثر من إحدى عشر ضحية في ظرف وجيز لتعلن حالة الطوارئ في المستشفيات ويستفيد المعضوضون من تلقيح كلبي مدفوع الأجر والسلطة حينها لم تسكت، بل أعلنت حالة استنفار قصوى والنتيجة كانت إنجازا تاريخيا، فلقد خاف الكلب ابن الكلب ولم يظهر له خبر ولا ندري إن كانوا قتلوه أم أنه ظل يسير طيلة أشهر من الترجال والتخفي ليصل إلى صبي قرية ''البابور'' بسطيف فيعدم حياته ويقتل بقرة جاره ويتسبب في قطع رأس حمار لا زال بريئا مالم يثبت معهد باستور إدانته.. الحكومة التي تعجز عن حماية صغارها من خطر الكلاب المشردة، سواء كانت كلابا حقيقية أو كلابا متنكرة في زي معلمي مدارس شاذين أو في زي مجرمين وقانصي فدية، لا يمكنها أن تتدلل وتغانج ببرامج تنموية تقول عنها إنها تحفظ كرامة وعزة الكبار ومن يعجز عن وضع حد لقاتل الطفل وناحر بقرته التي تدره حليبا، لا يمكنه بأية حال أن يزايد على أنه وفّر الأمن والأمان الاجتماعي للمسمى مواطنا معرضا في أية لحظة هو أو صغاره لعضة كلب مسعور تنهي وجوده ووجود البقرة ليدفع الحمار الفاتورة كاملة من رأسه، لأنه كان في المكان والزمان غير المناسبين أثناء حدوث الجريمة.