أوضح الباحث في المجالات الصوفية والشرعية الدكتور محمد حمزة الكتاني من المغرب، أن الأسر التلمسانية التي اضطرت إلى الهجرة إلى مدينة ”فاس” المغربية عقب الاحتلال الفرنسي، أثرت الحقل العلمي بالمغرب وساهمت في انتعاش الحركة الفكرية به· وأكد المتحدث في محاضرة له حول موضوع ”العلاقات العلمية بين فاس وتلمسان في القرن الثالث عشر الهجري” قدمها سهرة أول أمس في إطار الملتقى السادس لسلسلة ”الدروس المحمدية”، أن هذه الأسر متكونة من علماء ومفكرين ”وجدوا بفاس المرتع المناسب لمواصلة نشاطهم العلمي وتقلدوا بها مناصب في التدريس أو القضاء والخطابة والفتوى”، مرجعا اختيار المهاجرين التلمسانيين مدينة ”فاس” إلى وجود تشابه بين الحاضرتين من حيث التاريخ وعراقة الثقافة واللهجة والعادات، مذكرا بعض الأسماء التي تركت بصماتها جلية في شتى المجالات الفكرية منهم الشيخ الداودي التلمساني وأبوعبد الله الحسني ومحمد بن ملوك والمقدم التلمساني·
ومن جانبه، ألقى الدكتور أحمد سعيد اللدن من لبنان محاضرة حول ”الإمام السنوسي التلمساني” الذي عاش في القرن التاسع الهجري وأثره في خدمة علم التوحيد، مبرزا أهم مؤلفاته التي خاضت في مختلف العلوم والمعارف من علم الطب والأدب والبلاغة· وأوضح المحاضر أن أبا يوسف السنوسي قد اشتهر في المصنفات التي تركها في علم التوحيد والعقيدة منها ”السنوسية الكبرى” و”الصغرى” اللتان تحولتا إلى مرجعين أساسيين في علم التوحيد بمختلف جامعات البلدان الإسلامية وفي مقدمتها ”الأزهر”·
من ناحية أخرى، تم على هامش اللقاء، إحياء الذكرى المائوية لميلاد مؤسس ”الزاوية البلقائدية الهبرية” الشيخ سيدي محمد بلقايد، حيث جرى عقد ”حضرة سماع” من طرف الطلبة ومريدي الطريقة تم خلالها تلاوة جماعية لآيات بينات من الذكر الحكيم وترديد العديد من الأذكار والابتهالات الصوفية· كما عرض بالمناسبة فيلم وثائقي أنتجته وزارة الثقافة في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” حول حياة الشيخ سيدي محمد بلقايد وأعماله وكفاحه ضد المستعمر الفرنسي، وكتب نص الفيلم وأخرجه أحمد حاج منصوري·