ملوك حاضرة تلمسان أدركوا أهمية العلم فشيّدوا معالم حضارية اعتبر الباحث وأستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر الدكتور عبد الرزاق فسوم أن تكريم العلم والعلماء من طرف الحكام يعمل على ضمان التقدم الحضاري والازدهار الثقافي”· وأبرز في محاضرة ألقاها سهرة أول أمس بتلمسان تحت عنوان ”خدمة ملوك تلمسان للعلم” ضمن الملتقى السادس لسلسلة ”الدروس المحمدية” التي تنظمها ”الزاوية البلقايدية الهبرية”، المعادلة التي تحققت بانسجام بين العناصر الثلاثة ”الملوك والعلم والعلماء” في عصر ”بني زيان” والتي سمحت، حسبه، بانتعاش الحركة العلمية وتحقيق التقدم الحضاري والازدهار في شتى المجالات· وأوضح المتحدث أن ملوك حاضرة تلمسان قد أدركوا أهمية هذه المعادلة وحاولوا تحقيقها على أرض الواقع عن طريق العناية بالعلم والتنافس على تقريب العلماء والأدباء وإكرامهم وبناء المدارس والمنشآت الفكرية التي تحولت إلى معاقل إشعاع علمي بعدما وضعت تحت تصرف علماء أفذاذ وزودت بمختلف المرافق التي تخدم طلبة العلم· وأوضح عبد الرزاق فسوم أن عوامل أخرى ساهمت في إنعاش الحركة العلمية ب”عاصمة الزيانيين” مثل الخصوبة الثقافية والنزعة العلمية التي تميز بها السكان، إلى جانب عناية الحكام بالعلم وأهله، مضيفا ”مظاهر هذه الاعتناء يتمثل أساسا في المجالس العلمية التي كانت تعقد في قصور الملوك وبحضرتهم أمام العلماء والأدباء لقراءة كتب الفقه أو الحديث أو لمناقشة بعض القضايا والمناظرة فيها”· ومن أهم الملوك الذين اشتهروا بحبهم للعلم والعلماء ذكر المحاضر بعض الأسماء مثل عبد الرحمن أبي تاشفين ويغموراسن بن زيان وأبي حمو وأبي عنان· من ناحية أخرى، تطرق الدكتور ”داوود دنيس جريل” من فرنسا، إلى سيرة وأعمال الرجل الصالح الشيخ محمد الهاشمي الذي ولد بمنطقة ”سبدو” في تلمسان سنة 1880 وتوفي بدمشق سنة 1961 بعد حياة حافلة بالبحث عن العلم ونشره· وقد جمعه لقاء بتلمسان بشيخ ”الطريقة الدرقاوية” الإمام بن يلس، حيث أخذ عنه العلم والتزكية ورافقه في هجرته إلى سوريا سنة ,1911 وهناك تمكن الهاشمي، حسب المحاضر، من إبراز مواهبه في العلم والتعليم؛ فصار شيخا ل”الطريقة الشاذلية الدروقاوية”، إلى أن وافته المنية تاركا وراءه العديد من المريدين في شتى نواحي البلدان الإسلامية وعدة مؤلفات·