طفل يشارف على الموت جوعا، وآخر يفتك به الظمأ، وثالث يتحول جسده إلى هيكل عظمي، وأمهات يعجزن عن إرضاع أطفالهن لنضوب حليبهن·· مشهد إنساني مفزع في مخيمات مدينة دينسور الصومالية والقرى الملحقة بها في جنوب غرب الصومال، ومما يزيد رعب كل من يشاهد معاناة هؤلاء الأطفال غياب شبه تام لدور الهيئات الإنسانية العاملة في المجال الإغاثي· ومستشفى مدينة دينسور، الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود سويسرا، يكشف حجم الكارثة الإنسانية التي لحقت بالأطفال، فقد أصبح وجهة لسكان القرى المتضررة من الجفاف· وقال عبد البارئ حاج محمود، مدير المستشفى، إن ”أوضاع الأطفال الذين لم يتمكن أقرباؤهم من نقلهم إلى المستشفى بسبب ظروفهم المعيشية أكثر خطورة من الذين وصلوا إليه”، مشيرا إلى أنهم يعانون الجوع، والعطش، والأمراض الناجمة عن سوء التغذية· وذكر أن المستشفى استقبل حوالي 1500 طفل منذ شهر جوان الماضي، وكلهم يعانون من مشاكل تتعلق بسوء التغذية· وذكر أن مشاكل الأطفال جزء من معاناة أسرهم المتأثرة بالقحط، لذلك فإن الحالة الإنسانية المتصلة بهم تتطلب إطفاء جذور الأزمة بتقديم معونات غذائية عاجلة إلى الأسر، حتى تتمكن الأمهات من إرضاع أطفالهن·