ثوار بنغازي يفتحون طرابلس بتغطية فضائية من قطر وجوية من ”ناتو” ساركوزي، وساعات القذافي أصبحت معدودة لأن الكثرة غلبت شجاعة منقرضة من رجل أوهم نفسه بأنه ملك ملوك إفريقيا فإذا بخيمته تحنقه وإذا بعرشه يتهاوى أمام إصرار العالم بعربه وعجمه على أنه يمكن للثورة أن تولد من رحم ”الناتو” ليصبح لها شهداء يطالبون بحقهم في شهادة لا ندري هل هي من حق من أعلنوا الجهاد ضد الناتو ”الصليبي” (؟؟) أو هي من حق ”ثوار” لا يترددون في إعلان ولائهم لقصر الإيليزيه، ورغم ذلك فإن طلبهم للشهادة كفله أمير قطر·· بغض النظر عن أن القذافي يستحق بدلا من الموت حرقا علنيا على ما اقترف كتابه الأخضر من مذابح عقلية في حق هوية و”هوام” أمته التي لم تتردد بنغازي منها في مقايضة رأسه الفارغ بأصبع من أصابع ذكر فرنسي وفر له جنون ومجون القذافي فرصة ذهبية لكي يقطف له إقليما جديدا يضمه إلى مساحة فرنسا العظمى، فإن الثابت في سقوط طرابلس أن المحتفين بزوال العقيد سوف يسألهم التاريخ يوما: هل حررتم لييبا من القذافي لتهبوها لساركو مدى الحياة·· وماذا عن غد ليبيا؟ ذلك هو السؤال والإسهال الكبير الذي سيرهن مصير وطن خرج من استعمار كائن ”قذافي” ليرتمي بين أحضان كائن ”ساركوزي”· فغدا هؤلاء الأبطال الذين حرروا طرابلس لصالح ”الناتو”، لا يمكنهم أن يكونوا إلا عبيدا ”أذلاء” لمن قصف وهدم وقتل الأطفال بالنيابة عنهم، فأي نصر هذا الذي اقترفته ليبيا في حق نفسها