لم يعد خافيا على أحد جملة الحرائق الاقتصادية التي باتت بلديات بالجملة في ولاية الشلف مسرحا لها، بعد أن فاحت روائح الفضائح داخلها على نطاق واسع وغير معتاد، مقارنة بالعهدة السابقة، حيث صار أكثر من مجلس بلدي معرضا للتفكك من لحظة الى أخرى، وإن كان ذلك ناتجا عن النشاطات السرية التي تقوم بها الأجنحة المعارضة لرؤساء البلديات. غير أن هذا لم يختزل الفعل المقصود من قبل هؤلاء الأميار الذين عمدوا إلى خيانة الأمانة، في ظل بروز قضايا تطاردهم المحاكم وأخرى تبقى قيد تحقيقات أمنية على غرار قضية مير عين مران المرشح لأن يسلك نفس الطريق الذي سلكه في عهدته الأولى التي زجت به في السجن، ناهيك عن قضية أخرى تلاحقه بمحكمة بوقادير تتعلق بتشجيعه التعدي على عقار فلاحي يعد أخصب الأراضي المنتجة، استغله لإنجاز ملعب فوقه دون استشارة الهيئات المختصة، كأن الفساد المالي صار حكرا على هذه البلدية التي شهدت في مستهل الشهر الجاري تحقيقات معمقة من قبل مصالح الشرطة القضائية لأمن دائرة عين مران، مست بطريقة مباشرة قضية تضخيم فواتير وتشجيع البناء الفوضوي، إضافة إلى منح وصلات لممونين دون استشارة المجلس الذي خضع منتخبوه بدورهم لتحقيقات في قضايا الحال. وكانت تلك المصالح الأمنية سمعت المير في مكتبه، في انتظار إحالة الملف كاملا على النيابة العامة بمحكمة بوقادير. كما يواجه مير بلدية وادي سلي الذي استدعي الأسبوع الماضي من قبل قاضي تحقيق الغرفة الثانية لدى محكمة الشلف نفس المصير، بالرغم من نفيه كامل التهم المنسوبة إليه، التي ترتبط بتبديد المال العام على ضوء بروز قضية المحافظ المدرسية التي تعود إلى العهدة الماضية للمير القديم الجديد عن كتلة الأفلان، بعد أن حركت جهة معارضة رسالة مجهولة تفيد باختفاء قرابة 108 محافظ مدرسية من أصل العدد الإجمالي الذي بلغ قيمة 80 مليون سنتيم، سلمت لأحد الممونين في إطار تعزيز المجهود التضامني مع الطبقة المعوزة. المير ذاته نفى التهمة المنسوبة إليه، في الوقت الذي تم استدعاء بعض أعضاء مجلسه للعهدة السابقة رفقة المخزني حول قضية الحال. وكان المير (ع م) استفاد من البراءة في قضيته التي حركها ضده أحد الموظفين بتهمة الضرب والسب المصحوب بالإهانة، كما يرتقب أن يعصف هزال تسيير الشأن المحلي بمير الظهرة عن كتلة الأفلان للعهدة الثانية على التوالي، في أعقاب بروز قضايا اختفاء عتاد من العيار الثقيل، يتمثل في سيارة إسعاف من نوع كيا موتورز واستبدالها بسيارتين من نوع هافاي لا تواكبان حاجيات المواطنين، وقضية أخرى لا تخرج عن نطاق التبديد تتمثل في اقتناء 1400م من الخيط الكهربائي في ضغطه العالي الذي تؤكد جميع المعطيات على عدم حاجة البلدية الحدودية مع ولايات مجاورة، حيث تم شراء المادة ب700 مليون سنتيم، إذ سارع المير إلى إخفاء الشريط المذكور عن طريق شاحنة حولته إلى بلدية مازونة التابعة لولاية غليزان لحظة قدوم الوالي محمود جامع إلى البلدية في إطار جولاته الميدانية التي قادته الى الظهرة. كما أشارت مصادرنا في هذا المضار إلى أن المير بات متبوعا أمنيا من قبل جهات أمنية محلية لم تتوان في التبليغ عن قضية سيارة الإسعاف التي بلغ عنها الأرندي خلال عهدة الوالي المرحل إلى عنابة الغازي محمد. كما تواجه بعض المجالس البلدية عدة تقلبات واضطرابات بفعل اشتداد العراك السائد بين الأجنحة المعارضة وتيارات موالية للأميار، كما هو الحال للصبحة، تنس، بني بوعتاب وبلدية الحجاج المجمدة بقرار من الوالي، أولاد بن عبد القادر والمرسى التي عاشت موجة احتجاج غير مسبوق شنها شباب على خلفية حرمانهم من حق محلات الرئيس والسكن. هذه النماذج المتكررة من يوم لأخر في بلديات الشلف مجرد محاكاة لمسار النهب، الذي يمارس على مستويات عديدة، ويكاد يتشابه في العهدة التي سبقت العهدة الماضية. في انتظار ما تمليه الأيام المقبلة المرشحة لقطف رؤوس جديدة كانت تمارس النهب في السر.