خلصت الناقدة السينمائية والتلفزيونية المصرية سامية حبيب، في حديث ل”البلاد” بعد تمحيص ومتابعة مستمرة لأغلب الأعمال الدرامية التي بثت في شهر رمضان الماضي، إلى أن المشهد الدرامي هذا الموسم كان فاترا فتورا واضحا بالنظر إلى كم الأعمال التي أنتجت في ظروف وصفتها ب”المضطربة” مما تسبب، حسبها، في تراجع مستوى الإنتاج الدرامي سواء المصري أو السوري أو الخليجي، وألغى عنصر المنافسة بين أقطاب الدراما العربية· وهنا تؤكد محدثتنا أن عدد المسلسلات التي حظيت بإعجاب المشاهد العربي تكاد تعد على الأصابع، حيث كان أهمها بالنسبة إليها مسلسل ”أنا القدس” لمخرجه باسل الخطيب الذي جمع فيه نجوم الدراما المصرية والسورية والأردنية واللبنانية من خلال مجموعة من الأحداث التاريخية والسياسية الوثائقية التي لامست واقع القضية الفلسطينية، مضيفة ”أنا القدس هو العمل الوحيد الذي يستحق أن يفوز بجائزة أحسن عمل رمضاني في كل شيء·· سواء من ناحية التمثيل أو الإخراج أو التصوير”· وترى حبيب أن باقي النصوص والمسلسلات، وخاصة المصرية منها، انحصرت في منافقة ”ثورة 25 يناير” بأعمال لم تخدم هذا الحدث الذي تصفه ب”العظيم”، بقدر ما شوهت صورته وصورة مصر، موضحة ”إن النفاق كان واضحا في كل الأعمال التي تحدث عن ثورتنا ونحن لسنا بحاجة للمنافقين”· من ناحية أخرى، تقول سامية حبيب إن الدراما التاريخية احتلت حيزا هاما من البث الرمضاني، حيث تمكنت من استقطاب نسبة كبيرة من المشاهدة خصوصا بالنسبة للمسلسل التاريخي ”الحسن والحسين” للمخرج عبد الباري أبو الخير الذي أثار جدلا كبيرا قبل وأثناء عرضه واتهم بمحاولة تفجير فتنة بين السنة والشيعة، إلى جانب المسلسل المصري ”الشوارع الخلفية” للمخرج جمال عبد الحميد· وعن رأيها في مسلسل ”الريان” الذي قام بدور البطولة فيه الفنان المصري خالد صالح، أبدت حبيب استياء كبيرا من هذا العمل الذي بثته قناة ”أم بي سي” الفضائية طيلة شهر رمضان، موضحة ”الريان لا محل له من الإعراب وأتساءل من يكون هذا الرجل حتى نجسد شخصه في مسلسل صوره رجلا طيبا وملاكا خلافا للحقيقة”· واعتبرت الناقدة مسلسل ”خاتم سليمان” للمخرج أحمد عبد الحميد عملا ضعيفا ومضمونه مفتعل قصد مجاملة ”ثورة 25 يناير” التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك·