لا تزال 120 عائلة تضم أساتذة جامعيين تقطن بحي 120 مسكنا ببلدية عين طاية تعاني الويل جراء السكنات الهشة التي تحصلت عليها، حيث طالب محدثونا المسوؤل الأول في البلاد بفتح تحقيق في قضية السكنات التي سلمت لها منذ قرابة الثلاث سنوات، بعد أن تم إنشاؤها بمعايير غير مطابقة للبناء وهو ما جعلها تتحول إلى شبه سكنات فوضوية وضعت حياة السكان في خطر حقيقي بالرغم من أن الحي عبارة عن عمارات راقية. كانت الولاية بالاشتراك مع وزارة التعليم العالي قد باشرت إنجازها لصالح الأساتذة، حيث تدخل في هذا الإطار السكنات الاجتماعية. إلا أن طريقة إنجاز العمارات وتهيئتها لم تكن مطابقة للمعايير المعمول بها في مجال البناء حسب ممثلي السكان الذين التقتهم ''البلاد'' والوثائق التي تحصلنا عليها. إذ تعيش العائلات القاطنة في الطابق الأخير مشكلا عويصا يتمثل في انهيار الأسقف بالرغم من مرور أقل من سنتين على تسليم مفاتيح الشقق للسكان، وتسببت الوضعية في فيضانات شبه يومية خلال فصل الشتاء في الطابق العلوي، وهو ما لاحظناه حيث حول السكان المعنيون تلك الأسقف إلى أسقف شبه قصديرية بسبب مادة الزفت التي تم وضعها لسد الثقوب التي تتسرب منها مياه الأمطار. وأكد محدثونا أن المياه تغمر أيضا السلالم نظرا لغزارة المياه المتسربة. ولم يقف مشكل تسرب المياه عند هذا الحد بل تواصل ليشمل الطوابق الأرضية حيث تتجمع المياه في الجانب الخلفي للعمارات لتدخل إلى الشقق وتصل إلى الجانب الأمامي للعمارات، وهو ما يجعل مدخل الشقق والحي عبارة عن برك مائية لا نهاية لها نظرا لانعدام البالوعات ومشكل قنوات الصرف الصحي. وما زاد الطين بلة تحول المساحات الخضراء غير المهيأة إلى برك من الأوحال والمياه القذرة التي وفرت جوا مناسبا للحشرات الضارة والضفادع. هذه الأخيرة أصبحت مصدر خوف وإزعاج للأطفال بنعيقها خلال الليل.. ونبقى في مشكلة تسرب المياه، حيث زادت الينابيع الطبيعية غير المستغلة في تفاقم مشكل السكان نظرا لتسرب المياه وضياعها في الطريق المؤدي إلى الحي، حيث تحول إلى طريق شبه جبلي تملأه الركام والأوحال بالنظر إلى عدم قيام السلطات المحلية بتهيئته وتزفيت الطرقات المجاورة له، بل اكتفت بمحاولة توسيع طرقات وسط مدينة عين طاية وباشرت أشغال إنجاز طريق سريع مجاور للحي، هذا الأخير سيسبب مستقبلا مشكلا آخر أمام أطفال الحي المتكون من 120 عائلة، 70 منها تابعة لولاية الجزائر بينما البقية تنتمي إلى وزارة التعليم العالي وتضم أساتذة جامعيين... وعمارات يعيش سكانها في ظلام دامس من جهة أخرى، يعيش سكان أربع عمارات بالحي نفسه ظلاما دامسا منذ قرابة السنة بعد أن سلمت لهم السكنات دون تزويدها بالكهرباء. إحدى العائلات لديها طفل معاق يحتاج إلى تلقي الحقن كل يوم والتي يجب أن تحفظ في الثلاجة، إلا أن انعدام الكهرباء وضعت عائلته في مأزق حقيقي خاصة أن الأوضاع التي يعرفها الحي لا تسر العين ولا الخاطر بالرغم من تواجده في بلدية سياحية لديها مداخيل معتبرة. فإضافة إلى انعدام الكهرباء، لا وجود لغاز المدينة أيضا وهنا تحدث بعض السكان عن العنصرية التي انتهجتها الوصاية في تفضيلها عائلات على أخرى، حيث قامت بإنجاز شبكة غاز المدينة لأربع بنايات دون أن تنطلق في إنجاز الشبكة للعمارات المتبقية، وهو ما اعتبره محدثونا انتهاكا لحقوقهم. بينما لفت انتباهنا انعدام المساحات الخضراء ومساحات اللعب التي أصبحت عبارة عن مساحات للأوحال، إضافة إلى انعدام موقف منظم للسيارات ومشكل النظافة، حيث أقدمت وكالة الترقية العقارية الكائن مقرها بتليميلي بالعاصمة على إرسال شيخ لتنظيف المكان وعجوز تقوم بالتنظيف لكل العمارات وهو ما يفوق طاقتها، حيث يمتنع معظم السكان عن ترك المنظفة تقوم بعملها، بينما لا أثر لحاويات القمامة حيث اتخذ السكان من أحد الجدران مكانا لرمي الفضلات بطريقة عشوائية. هذا، وتحدثت بعض العائلات عن مشكل اللاأمن بسبب انعدام الإنارة العمومية حيث تمت سرقة قرابة العشر عائلات منذ عدة أشهر، وتم تسجيل عدة شكاوى وإرسال تقارير إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتوسيع أوضاع الحي، إلا أنه لاحياة لمن تنادي. ولم تتلق العائلات أي رد حول مطالبهم بالرغم من شرعيتها بداية من مشكل انهيار الأسقف وصولا إلى اللاأمن والخوف الدائم للسكان من الاعتداءات الليلية. وحمل محدثونا الجهات المعنية، بداية من بلدية عين طاية ووصولا إلى والي العاصمة ووزير التعليم العالي، مسؤولية الإهمال الذي يعاني منه الحي وطالبوا بالاستجابة لمطالبهم في أقرب الآجال. الجدير بالذكر أن سكان الحي أكدوا أن الجمعية النشطة بحي 120 مسكنا غير شرعية بما أنها لم تسع إلى حل مشاكلهم.