فاقت كمية النفايات التي أضحى يفرزها الوهرانيون يوميا 1500 طنا، حسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة من مديرية البيئة بالولاية، التي أكدت أن ما نسبته 70 بالمائة باتت تطرح بالنسيج العمراني الولاية فيما أضحت المؤسسات الصناعية والغذائية تساهم في تلويث محيط الباهية ب ما يفوق 30 بالمائة. وفي السياق ذاته فقد احتلت بلدية بئر الجير أولى المراتب من بين البلديات التي تفرز أكبر كمية من الزبالة يوميا، إذ جاوزت الكميات التي تطرحها 600 طن باعتبارها تضم أكبر كثافة سكانية فاقت 155 ألف نسمة، ومن جهة أخرى باعتبار البلدية تفتقر للإمكانيات المادية للقضاء على مثل هاته النفايات التي حولت شوارع البلدية الأحياء التابعة لها إلى مفارغ عشوائية باتت تؤرق ساكنيها، حيث تمتلك البلدية شاحنة من الحجم الكبير و7 أخرى من النوع الصغير التي تجمع قمامات أزيد من 155 ألف نسمة كما ذكرنا آنفا . من جهة أخرى، لا تخلو أرصفة وشوارع مدينة وهران من النفايات بل أضحت مفارغ عشوائية وأوكارا للقطط والكلاب الضالة والحشرات الضارة التي تؤثر بشكل سلبي على صحة المواطن الوهراني. ورغم التحركات المحتشمة لمسؤولي النظافة بوهران، إلا أن الأخيرة لا تزال تغرق في زبالتها في سياق آخر، لم يعد المواطن المتسبب الرئيسي في تلويث المحيط بل حتى المؤسسات الصناعية التي تنشط بالولاية والتي بادرت للتخلص من نفاياتها برميها خارجا أو بحرقها لتزيد من تعقيد الأمر وفي هذا الصدد فقد أعطت مديرية البيئة بالولاية أزيد من 11 إعذارا للمؤسسات ذات الطابع الصناعي للمخالفات المرتكبة من طرفها والتي يأتي في طليعتها عدم انجاز مصفاة للغازات الملوثة، علاوة على هذا رمي الزيوت بصفة فوضوية ورمي النفايات بالبحيرات المجاورة لها أو على شواطئ البحار. فمن الظاهر أن عاصمة الغرب الجزائري قد كتب عليها بأن تكون عاصمة للزبالة، الأوساخ القذارة والنفايات من دون أي منازع وأن الخطى المتثاقلة التي تتحرك بها الجهة الوصية لتخليص الباهية من النفايات لن ترجع الأخيرة بهاءها الذي كانت تشهد قديما به. من جهة أخرى فإن الوهرانيين على موعد مع الإصابة بشتى الأمراض والأوبئة التي تسببها النفايات التي باتت تحاصرهم والتي يأتي في طليعتها السل، التيفوئيد.