في وقت تشهد العديد من المؤسسات التربوية في ولاية البويرة اكتظاظا وبخاصة في المتوسطات، بسبب انتقال دفعتين من تلاميذ الابتدائيات إلى المرحلة الإكمالية، تعيش مؤسسات أخرى واقعة في مناطق ريفية عجزا ونقصا متواصلا في عدد التلاميذ والأساتذة. ابتدائية مصيد محمد واحدة من هذه المؤسسات الواقعة بإحدى قرى دائرة القادرية، ولاية البويرة، طاقمها التعليمي يتشكل من ثلاثة معلمين بينهم واحد مكلف بالإدارة ، التلاميذ بها لا يتعدون 20 تلميذا مقسمون على بعض المستويات وهناك غياب تام لمستويات أخرى بسبب انعدام التلاميذ. الأسباب -حسب المواطنين- كثيرة وجلية فالسكان أغلبهم غادروا سكناتهم وهو حال كل من قرية الحضر والناظور التي هجرها كل ساكنيها في سنوات العشرية السوداء وكذا قرية غديوة التي نزح العديد من سكانها إلى المناطق الحضرية ويعود السبب إلى الظروف الأمنية التي عاشتها المنطقة ونقص الإمكانيات وما تعانيه المناطق الريفية من مشاكل. الابتدائية التي يزيد عمرها عن 25 سنة كانت يوما ما لا تقدر على استيعاب الكم الهائل من التلاميذ وتردد عليها معلمون كبار تركوا بصمتهم لدى تلامذتهم فمنهم من أصبحوا أساتذة في الثانويات والمتوسطات وكذا الابتدائيات وحتى أساتذة جامعيون ومنهم من أصبحوا إطارات سامية في الجيش وغيرهم تقلد العديد من المناصب، هي اليوم تستغيث لأنها مهددة بالغلق لا محالة إذا استمر تلامذتها في التناقص مثلما هو حال العديد من الابتدائيات الريفية في الولاية التي ولنفس الأسباب أغلقت أبوابها منذ سنوات.