أكد السيد أبوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية أن التعليم التحضيري الذي وصلت نسبته هذه السنة إلى 70 بالمائة لن يعرف مشكلا في التأطير حيث وجه له العدد الكافي من المعلمين، داعيا الخواص للاستثمار في إنشاء أقسام تحضيرية في ظل المساعدات التي تقدمها وزارة التربية. وأضاف السيد بن بوزيد أن عدد تلاميذ التعليم التحضيري الذي ارتفع هذه السنة من 143 ألف إلى 430 ألف تلميذ سيتكفل بهم في أقسام لا يتجاوز عدد التلاميذ بها 20 طفلا وكذلك لتجنب مشكل الاكتظاظ الذي يؤثر على قدرة الاستيعاب، وفي هذا السياق قال الوزير لدى تدخله في حصة " في الواجهة" للقناة الإذاعية الأولى أمس أن كثرة تلاميذ التحضيري لا يطرح مشكل التأطير في الوقت الذي تم فيه توجيه عدد كبير من الأساتذة للتعليم التحضيري. ووجه المسؤول عن قطاع التربية نداء للمستثمرين الراغبين في إنشاء مدارس خاصة لتخصيص أقساما للتعليم التحضيري، مشيرا إلى أن التعليم التحضيري ليس إجباريا بل تقوم به الدولة حسب إمكانياتها المادية، مما يجعلها تشجع الخواص الراغبين في الاستثمار في هذا التعليم بتقديم العديد من المساعدات من منح الكتب وتكوين الأساتذة. ومن المنتظر أن يشرف وزير التربية هذه الأيام على تدشين مدرسة ابتدائية خاصة قدرت تكلفة انجازها ب 10 ملايير سنتيم. ومن المبرمج أيضا أن يجتمع وزير التربية غدا الأربعاء بالمستثمرين الخواص وستكون هذه النقطة مقترحة في جدول أعمال الاجتماع. وأقر المسؤول بظاهرة الاكتظاظ التي لا تزال بالمدارس رغم الجهود المبذولة والمتمثلة في استلام عدة مؤسسات جديدة، غير أنه طمأن بأنه سيتم التخفيف من هذه الظاهرة بعد حوالي عام أو عامين ثم القضاء عليها نهائيا بعد أربع سنوات ليصبح عدد التلاميذ في القسم الواحد لا يتجاوز 20 تلميذا، ويرجع سبب هذا الاكتظاظ خاصة في الاكمالي هذه السنة إلى العدد الكبير للتلاميذ للذين التحقوا بالاكماليات من السنتين السادسة والخامسة ابتدائي معلنا عن فتح 60 اكمالية جديدة خلال الشهر المقبل. أما فيما يخص الثانويات فصرح الوزير أنها لا تشهد اكتظاظا حيث تم استلام 110 ثانوية وسيتم استلام عددا أخرا قريبا، ولا تزال 500 ثانوية في طور الانجاز ستسلم السنة القادمة إلى جانب انجاز 300 ثانوية أخرى من أجل استيعاب العدد الهائل للتلاميذ الذين سيلتحقون بالثانوي بعد أربع سنوات من الدفعتين اللتين التحقتا بالمتوسط هذه السنة. وفي الوقت الذي تعرف فيه العديد من المدارس اكتظاظا إلا أن بعض المناطق النائية والقرى عرفت غلق البعض من مدارسها كولاية تيزي وزو بسبب قلة عدد المتمدرسين بها مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب نقص النمو الديموغرافي الذي يعود إلى انخفاض الولادات بالأرياف والنزوح الريفي. وفيما يخص نظام الدوامين المعمول به في المدارس الابتدائية بسبب نقص الأقسام فأكد الوزير أن هذا النظام تم القضاء عليه بنسبة 90 بالمائة ولم يبق منه سوى 10 بالمائة في بعض الولايات وبعض المناطق حيث يسير حاليا في طريقه للزوال وسوف يتوقف العمل به بعد استلام ال 14 ألف مدرسة ابتدائية الموجودة في طور الانجاز حاليا. وفي حديثه عن التسرب المدرسي الذي يعود أحيانا الى الظروف الاجتماعية للتلاميذ، أشار السيد بن بوزيد أن إلى انخفاض هذه الظاهرة ب10 نقاط منذ بداية الإصلاحات بفضل توفير المطاعم المدرسية والنقل المدرسي لتلاميذ المناطق النائية حيث تم تخصيص هذه السنة 1300 حافلة جديدة قدرت تكلفتها المالية ب 4.5 مليار دينار مع استفادة 70 بالمائة من التلاميذ من الإطعام المجاني خاصة بالمناطق الريفية حيث لا تتعدى نسبة الاستفادة منه بالمدن الكبرى 20 بالمائة وذلك بحكم بعد المدارس عن المنازل بالريف. كما اعترف المسؤول بأن الأدراج التي يطلب أولياء التلاميذ بوضعها في المدارس لتمكين التلاميذ من ترك كتبهم وأدواتهم بها للتخفيف من ثقل المحافظ مكلفة، مضيفا أنه لا يمكن للوزارة تحمل فاتورتها إلا بمساعدة الولايات والبلديات التي تتواجد بها المدارس في الوقت الذي تحصي فيه الوزارة وجود 188 ألف مدرسة تضم كل واحدة منها حوالي 700 تلميذ. من جهة أخرى أكد السيد بن بوزيد حرص رئيس الجمهورية على إدخال الإعلام الآلي للمدارس إذ تعتزم الحكومة خلال الخماسي القادم منح 10 أجهزة حاسوب لكل مدرسة ابتدائية وإضافة مخبر ثان لكل مدرسة. وفيما يخص تجديد عقود الأساتذة المتعاقدين نفى الوزير اعتزام الوزارة تجديد عقود كل الأستذة مشيرا في السياق الى أنها ستكتفي بتجديد عقود المدرسين في التخصصات التي تشهد نقصا كالفرنسية، الرياضيات والفيزياء بسبب عدم توفر عدد كبير من المناصب الشاغرة، على أن يتم إجراء مسابقة التوظيف في شهر أكتوبر المقبل، ليضيف في هذا الصدد أن نظام التعاقد سيزول تماما، مجددا التذكير بأن عملية توظيف الأساتذة ليست من صلاحيات الوزارة إذ يجبر القانون مديرية الوظيف العمومي على تنظيم مسابقة للتوظيف وهذا القانون "هو مبدأ لن تتراجع عنه الدولة بتاتا". وذكر المتحدث بأن أساتذة التعليم التقني الذين وجهوا للتعليم التكنولوجي مجبرين على تغطية ساعات العمل المحددة قانونا حتى إذا اقتضى الأمر التدريس في أكثر من مؤسسة واحدة لتغطية كل الساعات المبرمجة لهم. وطمأن السيد بن بوزيد المساعدين التربويين برفع أجورهم بعد دخول القانون الأساسي لموظفي قطاع التربية الذي صادقت عليه الحكومة مؤخرا حيز التنفيذ وصدوره في الجريدة الرسمية. أما نظام التعويضات فلن يطبق إلا بعد الانتهاء من كل القوانين القطاعية يضيف المتحدث.