احتج العشرات من طلبة الجنوب الجزائري، أمس أمام الأكاديمية الجامعية بوهران، تنديدا بما وصفوه بسياسة التماطل في إدماجهم بتذاكر السفر إلى محلات إقامتهم منذ ما يزيد على الشهرين. فيما أوعزت الإدارة سبب التأخير إلى عدم إبرام الجامعة اتفاقية مع الخطوط الجوية الجزائرية. وحسب المحتجين فإن أربعة آلاف طالب جامعي معنيون بمسألة السفر إلى الجنوب. وقد أبدى عدد من الطلبة تخوفهم من بقاء الأمر على حاله لفترة طويلة إلى غاية الصائفة. وهددت مجموعة من طلبة الجنوب بأنهم سيصعدون احتجاجهم إذا لم يستجب لطلباتهم المشروعة، إذ لا تعد هذه المرة الأولى التي يقعون فيها ضحايا الكر والفر بحيث نغصت الإدارة عيشهم وأثرت على تحصيلهم العلمي، وهي المشاكل التي أرقت طلبة الجنوب بصفة خاصة والمقيمين من مختلف الولاياتالغربية المتمثلة في تدني مستوى الخدمات الجامعية المقدمة يوميا كالوجبات الفقيرة لا تسمن ولا تغني من جوع. ولا يستثنى في هذا المقام حادثة تسمم طلبة إقامة البنات 19 ماي 1956 بإيسطو بعد تناول وجبة شككت في نوعيتها مديرية التجارة وعرضتها على التحاليل المخبرية، ناهيك عن صعوبة تنقل الطلبة رغم تخصيص حافلات جديدة هذا العام، مما يعرقل التحاق عدد من الطلبة بمقاعد الدراسة. هذا، وتبقى مشكلة المقيمين غير الشرعيين قائمة بالحرم الجامعي وقد صعب القضاء عليها، في الوقت الذي تم فيه تطهير بعض الإقامات من الدخلاء حيث إن الإقامة الجامعية في حد ذاتها اعتبرت مأوى لأولئك الذين تعذر عليهم إيجاد مسكن منفرد، لاسيما مع اشتراط أصحاب الشقق المستأجرة، الدفتر العائلي لإبعاد الشبهات وملابسات الأعمال غير الأخلاقية. لذلك وجد الوافدون من الولايات المجاورة في الأحياء الجامعية ملجأ لهم.