بعد انفلات الأعصاب..شاب يعتدي على شرطي ويطالب بإسعاف المريضة.. شهدت صبيحة أمس ساحة أول ماي المقابلة للمدخل الرئيسي لمستشفى مصطفى باشا منظرا مقززا ومخيبا للآمال.. صورة تعيسة لمريضة في حالة يرثى لها مرمية فوق سرير وسط ساحة أول ماي، ترافقها عائلتها وسط جمع غفير من الفضوليين. عائلة ''بوراب'' الساكنة بالكاليتوس حملت البنت المريضة'' بوراب.ف'' في سيارة ''فورفون''، العائلة المتكونة من الأب والأخ والأخت والخالة، تعاني منذ ثلاثة أشهر لإيجاد سرير للأخت المريضة بمرض السرطان وكتلة ماء بالقلب، قامت طبيب مصلحة ماري كوري بتحويلها الى مصلحة ''ةادجدحصخذ'' من أجل معالجة المريضة (نزع الماء من القلب) الطريقة الوحيدة ليتمكن من مواصلة معالجتها ب''العلاج الكيميائي بمصلحة السرطان. ولكن الطبيب بمصلحة ''ةادجدحصخذ'' قام بإخبار المريضة حسب أختها، وبالحرف الواحد ''راكي مريضة بالسرطان روحي تموتي''، لكن العائلة لم تيأس وقامت مرارا وتكرار محاولة إرجاع المريضة إلى المستشفى لمعالجتها. ومع المنظر الكئيب للمريضة بالساحة كادت الأمور تنفلت عند تدخل الجمع بإطلاق صراخات وتصفير من أجل إغاثة المريضة المرمية على بعد أمتار من المستشفى، للتكفل بها، لتتطور الأمور ليتشابك أحد الشبان مع أحد عناصر الأمن التي عمت المكان ويقوم بضرب الشرطي ليقوم بتحويله إلى مركز الشرطة المحاذي للمستشفى، ما زاد الطين بلة على العائلة المغبونة التي راحت تحاول إنقاذ الشاب من أيدي رجال الأمن. وفي الوقت الذي كانت المريضة تعاني.. حضر إلى عين المكان رئيس بلدية سيدي امحمد مختار بوروينة، مستفسرا عن حيثيات الموضوع ومطالبا في نفس الوقت بإيجاد حل سريع لمعالجة أمر المريضة وتهدئة النفوس بالحديث مع عائلتها. بعد ساعات حضرت سيارة إسعاف لتنقل المريضة الى مصلحة الاستعجالات لتبقى وقتا من الزمن داخل السيارة في انتظار إيجاد حل لها، وفي حدود الساعة الثانية عشر زوالا، قام أعوان الحماية بإدخال المريضة مصلحة الاستعجالات، أين قام الأطباء بإنعاش المريضة بواسطة المصل. وفي حدود الساعة الثانية بعد الزوال تم تحويل المريضة إلى مركز ديبوسي، لكن كل جهة تحاول التهرب من المسؤولية، ولم تجد لها حلا، ليعاد إرجاعها إلى مصلحة الاستعجالات، ولحد الساعة لا تزال عائلة ''بوراب'' تأمل في إيجاد حل لمشكلتها، رغم حرارة الطقس، العطش والجوع. أسباب عدم قبول المريضة حسب الأخ - بوراب مسعود، العامل بشركة وطنية، والذي يعاني من ويل الفقر والعوز، يعود إلى عدم وجود أسرة شاغرة لاستقبال مرضى جدد، ليضيف ''إنني أعيش المر منذ ثلاثة أشهر، وفي كل مرة ترفض مصلحة ةادجدحصخذ استقبال المريضة''، مضيفا.. '' من حقي وحق كل مواطن العلاج، وأنا لا أطلب المستحيل ولا المحال، أعاني الفقر والعوز والديون، فما عساي أن أفعل؟''. باختصار، معاناة عائلة بوراب ليست إلا حالة واحدة من مئات أو آلاف الحالات التي يعانيها الجزائريون البسطاء والفقراء والمعوزون،،حيث أصبح الإهمال وعدم تحمل المسؤولية سمات بارزة في العديد من مؤسساتنا الاستشفائية..في انتظار أن يفرج الله بالحل في المستقبل..!