تصوير: يونس أوبعييش قوات مكافحة الشغب تمنع الأطباء بالعصي من الخروج للشارع "نحن أطباء ولسنا كلابا" ... "وان تو ثري إلى أين يا لالجيري"... "وان تو ثري إلى أين تذهب لا سونتي"... "يا للعار يا للعار وزيرنا حڤار"... "الماء والكسرة والكرامة"... "الصحة أون دوجي..." "أطباء ممارسين ولسنا إرهابيين..."الجزائر لنا لا لغيرنا"..." برَكات يا بركات ... " "آس أو آس بوتفليقة أرواح تشوف الحقيقة" بمعنى النجدة يا بوتفليقة... * هكذا هتف أمس، آلاف الأطباء القادمين من مختلف أرجاء الوطن بصوت واحد وسط زغاريد الطبيبات ودهشة المواطنين، في تجمع حاشد متبوع بمسيرة عارمة لم يسبق لها مثيل في قطاع الصحة، وذلك داخل الساحة الواسعة للمستشفى مصطفى باشا مطالبين رئيس الجمهورية بنجدتهم من خلال إجبار الوظيف العمومي ووزارة الصحة على إعادة النظر في القانون الأساسي للأطباء الممارسين والأطباء الأخصائيين. * وشنّ أمس، الأطباء الغاضبون بمآزرهم البيضاء في الساحة العمومية الكبيرة لمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر العاصمة مسيرة حاشدة وسط أجنحة المستشفى، بدأت من أمام الإدارة مرور بأجنحة المستشفى إلى غاية البوابة الرئيسية للمستشفى، أين وجدوا قوات مكافحة الشغب وعناصر الأمن الوطني ينتظرونهم عند المدخل الرئيسي للمستشفى بالعصي والهراوات لمنعهم من الخروج إلى الشارع، في حين تجمعت حشود كبيرة من المواطنين الفضوليين بساحة أول ماي لمراقبة ما يحدث في المستشفى مندهشين من "الأطباء" * كما رفع الأطباء شعارات عملاقة كتبوا عليها بكل اللغات التي يعرفونها "حافظوا على كرامة الطبيب، إخواننا المرضى.. إضرابنا لصالحكم قبل صالحنا، ونضالنا من أجل حقوقكم قبل أن يكون من أجل حقوقنا.. إضراب من أجل الكرامة.. نحن لسنا كلابا نحن بشر في حالة طوارئ... لا نريد العظام نريد حقنا... نحن لسنا خماسين.. لا لتهميش طبيب الأسنان... لا لتهميش الجراحين.. الأطباء غاضبون."... وغيرها من الشعارات التي كتبوا عليها عبارات ناقمة على الوزارة والوظيف العمومي وللسلطات بصفة عامة، ويرثون فيها أوضاعهم وشعورهم بالذل والمهانة والاحتقار. * ومشى الأطباء في مسيرة كبيرة أدهشت الجميع نظرا لكثرة عددهم، وذلك إلى غاية المدخل الرئيسي للمستشفى لكن قوات مكافحة الشغب منعتهم من الخروج، رغم المفاوضات التي خاضها رئيس نقابتي الأطباء الممارسين والأطباء الأخصائيين مع رئيس الأمن للسماح لهم بالخروج من الباب الرئيسي للمستشفى والمشي في مسيرة إلى غاية البوابة الثانية للمستشفى والتي تبعد بضعة أمتار عن المدخل الرئيسي، إلا أن قوات الأمن منعتهم وحذرتهم من الخروج، وقال لهم عناصر الأمن: "لدينا تعليمات بمنعكم من الخروج" وبعد إلحاح الأطباء تنقل إليهم محافظ الشرطة وأبلغهم بعدم محاولة الخروج. * وقال الأمين العامة للنقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين للصحة العمومية محمد يوسفي: "نطلب من الرئيس التدخل، ليس هناك وضعية مهينة أكثر من هذه الوضعية التي وصلنا إليها، نحن أطباء عقلاء ومتعلمون ومثقفون لم يحترموا علمنا ومهامنا النبيلة التي نؤديها أهانونا واحتقرونا وأجبرونا على النزول إلى الشارع". * "طلبنا احترام السلم... وسننزل إلى الشارع وإذا أرادوا أن يضربونا فليضربونا، وإذا أرادوا أن يخصموا كل أجورنا فليخصموها كلها، لأن كرامتنا ليس لها ثمن.. الوزير صرح للصحافة بأنه سيخصم من أجورنا." * وأتهمت نقابتا الأطباء الممارسين والأطباء الأخصائيين الأمين العام لوزارة الصحة باستحداث نقابة وهمية وتعليق منشورات باسمها في المستشفيات تدعو فيها إلى وقف الإضراب وتجميد الحركة الاحتجاجية، بهدف تكسير الإضراب وقال الدكتور محمد يوسفي رئيس النقابة الوطني للأطباء الأخصائيين بأن نقابته قررت رفع شكوى لوزير العمل الطيب لوح والوزير الأول أحمد أويحيى ضد الأمين العام لوزارة الصحة بسبب خرقه القانون وتسخيره لوسائل الإدارة من أجل تكسير الإضراب. * وندد يوسفي والدكتور إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسين في الصحة العمومية بانشغال الحكومة بالرياضة وبمباريات الفريق الوطني وإهمالها للأطباء، وعدم اكتراثها بالمرضى الذين يتعلق مصيرهم بمصير الأطباء، نحن نخبة المجتمع، والرئيس بوتفليقة أوصى بالأدمغة". * وأضاف المتحدثان: "فهمنا رسالة الوزارة، القائمة على المثل القائل "جوَّع الكلب يجي ياكل من يدك"..."فهمنا رسالة الوصاية يريدون تجويعنا...لسنا كلابا، وكرامتنا ليس لها ثمن خذوا أجورنا، كلها لا نريدها لكن كرامتنا لن نسكت عليها" وأعلن يوسفي ومرابط عن إنشاء صندوق تضامن مع أي طبيب خصم راتبه، وكان بحاجة للمال سيتم تعويضه، لأن العديد من المتعاطفين مستعدون ليدفعوا للأطباء شرط أن لا يعودوا للوراء، وفي المرة القامة سنخرج إلى الشارع ولن نبقى في ساحة المستشفى" * وحضر تجمع الأطباء نواب من حركة مجتمع السلم وحزب العمال ورئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني ومزيان مريان رئيس نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني في قطاع التربية.