كشف أمين عام النقابة الوطنية لعمال التربية، عبد الكريم بوجناح، أن 70 بالمائة من عمال التربية يعانون من حالات انهيار عصبي، وأن أكثر من 50 بالمائة مصابون بأمراض مهنية مما ينعكس سلبا على مستوى الأداء التربوي وينتج عنه في النهاية تدهور المستوى التعليمي للتلاميذ· دعا بوجناح وزير التربية الوطنية ومن خلاله الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع قطاع التربية على المستويين المهني والاجتماعي، خصوصا أن الوضع الحالي، حسبه، تسبب في إصابة حوالي 70 بالمائة من العمال بحالات انهيار عصبي إلى جانب إصابة 50 بالمائة منهم بأمراض مهنية على غرار الحنجرة و دوالي الساقين· ولخص المتحدث، أمس في تصريح للإذاعة، أن جملة الأسباب التي أدت إلى بلوغ هذه المرحلة الخطيرة، تعود أساسا إلى المشاكل التي يعيشها المعلمون والأساتذة بسبب اختلالات القانون الخاص للقطاع الذي أصبح يشمل فئة دون أخرى، بالرغم من أن المهام فيه مترابطة وكل فئة تكمل الأخرى، بالإضافة إلى الاختلال الكبير في تصنيف المعلمين والأساتذة· وقال في هذا الشأن إن هذين الملفين هما أصل الغليان الذي يعيشه قطاع التربية وأصل التهديد بشن إضرابات وطنية على مستوى المؤسسات التعليمية· وشدد بوجناح على ضرورة مراجعة الفروق الشاسعة بين النظام التعويضي لقطاع التربية والأنظمة التعويضية لقطاعات في الوظيفة العمومية نتيجة احتساب منحة التأهيل لقطاعات عدة بنسبة 45 % على الراتب الرئيسي، في حين احتسبت بنسبة 25% و30% حسب التصنيف في قطاع التربية، وكذا احتساب منح كل القطاعات على الراتب الرئيسي إلا قطاع التربية، وكذا رفض استحداث أي منحة خاصة بقطاع التربية· بالإضافة إلى حرمان مناطق الجنوب من منحة التعويض النوعي للمرسوم 95/,330 والإجحاف في العطل المدرسية لهذه السنة الدراسية، رغم أن الدخول والخروج موحدان والمقرر واحد· كما أكد في السياق ذاته على ضرورة إعادة النظر في سن التقاعد، مؤكدا أن 32 سنة خدمة بالنسبة للأساتذة والمعلمين تعد مدة طويلة جدا، يستنفد خلالها المعلم كل طاقاته ويفقد فيها القدرة على العطاء والتركيز· كما شدد على ضرورة إبعاد النقابات عن تسيير الخدمات الاجتماعية لعمال قطاع التربية، مقترحا إنشاء صندوق وطني تسيره إدارة تحت مراقبة ممثلين عن جميع النقابات·