يشكوالرجل من أن زوجته نكدية، وأن بيته قطعة من الجحيم، يعود إلى بيته فتداهمه الكآبة، إذ يطالعه وجه زوجته الغاضب الحاد النافر المتجاهل الصامت· بيت خال من الضحك والسرور يفتح المجال واسعا للتشاؤم والعبوس تحاصره الزوجة بالأسئلة لتنتزع منه اعترافات غير صحيحة وتصدعه بالشكوى من الأبناء ووو· وتكثر الواوات معلنة حالة حصار تنبئ باشتعال فتيل حرب النكد وما أبشعها من حرب· زوجتي امرأة نكدية بطبعها··· لا تجيد لغة التفاهم، تثور لأتفه الأسباب ولا تحب إلا الأجواء النكدية· ثرثارة تخلق المشاكل كثيرة الشكوى·· بعد كل هذا تسألني سؤالها المتكرر المستفز: لماذا تهرب من البيت؟·· بالله عليكم أليس هذا الجحيم بعينه···هو لسان حال العديد من الأزواج الذين شاءت الأقدار اأ يكون مصيرهم مرتبطا بزوجة عابسة نكدية·· رغم أنه قد يكون السبب في نكدها او بالأحرى في خلقها الجحيم المنزلي···في هذا الموضوع سنحاول فتح بيوت الجحيم الزوجي للاستماع الى شكاوى الطرفين· زوجتي تعشق النكد كنا على موعد للعشاء لدى منزل أختي وقد عودتني أن تبدأ مسيرة الملل حتى قبل أن أغادر المنزل من طول انتظاري لها وهي تتأنق أمام المرآة وأخيراً جاءني صوتها: أنا جاهزة، فاستويت جالساً لأراها في كامل زينتها، بادرتني قائلة وقد علاها البشر والسرور والعجب بالنفس ما رأيك؟، وقبل أن أجيب تذكرت ماحدث في المرة السابقة فآثرت التريث، ورحت أتأملها، لكن سرعان ما تغيرت ملامحها وعلاها الغضب، أدركت أنني تأخرت كثيراً فقلت لها: أنت جميلة، بل إنك رائعة الجمال، لكنها أشاحت بوجهها وعادت إلى تسريحتها تلملم عدتها الجراحية في عصبية وتتحسر على حالها، ولولا أنها تخشى أن يفسد مكياجها لربما بكت وما أسرع دموع النساء! أسرعت إليها وقلت: خيراً·· ما بالك هذه المرة؟! هل قلت ما يزعجك؟ أظن أنني امتدحتك، وأنا والله صادق فيما أقول· لم يعجبها ذلك وقالت: لو أعجبتك حقاً لما بقيت تقلب ناظريك، تبحث فيَّ عن شيء ولم تجده، فاضطررت لمجاملتي· أدركت أنها إحدى ساعات النكد· ومقابلة النكد بالنكد أشبه بصب الزيت على النار، تحاملت على نفسي وتصنعت الهدوء وقلت: الجمال يحتاج إلى تذوق، وكلما ازددنا تأملاً دل ذلك على مدى إعجابنا حتى وإن لم نعبر بالكلمات،·· قالت: ساعة كاملة وأنا متسمّرة أمام المرآة حتى انكسر ظهري كل هذا لأغير شكلي الذي اعتادته عيناك، ولو أعجبتك لما بقيت صامتاً، أحياناً كثيرة أجد لها العذر، وخصوصاً مع ظروف النساء الصحية التي غالباً ما يصحبها تعكر شديد في المزاج، وشعور بالكآبة والتعاسة، ورغبة جامحة في البكاء، وتقمص مظاهر الحزن، وسواء كان سلوكها مبرراً أو غير مبرر فقد طورت طريقة لا بأس بها في التعامل مع هذه المواقف، وعندما تظهر علامات حمى النكد على سلوك زوجتي أطوي شراعي في وجه العاصفة، وأخفض رأسي، وأدعو الله أن تمر العاصفة بسلام، أثناءها أحاول أن أجاريها قدرالمستطاع، ومع محاولة التكيف مع طلباتها أحاول أن يبدو ذلك طبيعياً وليس متكلفاً، وهنا تكمن المشكلة، فغالباً ما تشعر أنني أسايرها على قدر عقلها فتزداد غضباً ولا يكاد يعجبها شيء، حتى إذا ذهب عنها الغضب وعاد إليها صفاء ذهنها ونبض قلبها بالمرح والرحمة لكل من في البيت أسرعنا جميعاً إليها أنا والأولاد الذين طوروا أسلوبهم في التعامل مع أمهم الغاضبة، بأن يختفوا عن ناظريها حتى تمر الأمور بسلام· أحادثها في ساعات أنسها عما بدر منها في ساعات غضبها· وأحاول أن أنبهها إلى ضرورة ضبط الأعصاب، وأن الحزن ومشاعر السخط والغضب تزداد اشتعالاً إذا أطلقنا لها العنان، لديها سؤال لا يمر أسبوع دون أن تطرحه علي لا تمل ولا تكل، وأنا أستمتع بالإجابة عن سؤالها، لكن عندما يصادف ساعة نكد، يكون هذا السؤال مفتاحاً للخصام سائر اليوم· في عصر أحد الأيام وبينما الأولاد يلعبون في غرفتهم جلست إلى جواري نحتسي القهوة وأنا أقلب كتاباً استهواني حتى لم أعد أشعر بوجودها، وما هي إلا دقائق حتى بادرتني بسؤالها المعتاد: هل تحبني؟ فأجبتها كالمعتاد: نعم أحبك، ثم انشغلت بفنجان القهوة قليلاً وعدت للاستغراق بين صفحات الكتاب، لكنها عادت وسألتني: هل تحبني فقط، أم تحبني كثيراً؟! تأملت سؤالها والتفت إليها باسماً وقلت: بل أحبك كثيراً، وقبل أن أعود لمواصلة أفكار الكتاب سألتني: قدر ماذا تحبني؟ أغلقت الكتاب والتفت إليها متعجباً من هذا السؤال الذي أسمعه لأول مرة وقلت: ماذا تقصدين؟قالت: ما سمعت، قدّر لي هذا الحب سكت متعجبا فقالت محتدة: هذا يعني أنك لا تحبني، قلت في نفسي: هذه نوبة حمى، أين أنت أيتها الابتسامة الصفراء فقد حان موعدك، أشرت إليها بيدي أطلب منها أن توضح لي كيف توصلت إلى هذه النتيجة قالت: كلمة أحبك لا معنى لها، يمكن أن تقولها للكتاب الذي بين يديك، وفنجان القهوة الذي تشربه، الحب لا يكون حباً حتى يمتاز عن غيره، وبينما هي تتحدث وتتفلسف شرد ذهني إلى آخر العالم أفكر وأتأمل كيف تستطيع النساء ابتداع النكد دون مقدمات وأسباب خلاصة خبرة ضحايا الزوجات النكديات·
زوجتي···المرأة البومة
كيف لا تكون نكدية وهي تقوم بكل ما من شأنه يجعلني انفجر غضبا فهي تستقبلني بلهفة لتحاصرني بالأسئلة والاستجوابات وتنتزع مني اعترافات غير صحيحة صنعتها لها ذاكرتها المريضة· تصوروا··إنها تتفقد مواعيد راحتي لتقوم بالتنظيف الكامل للبيت وتشغل الغسالة·· تصرخ في وجه الأولاد وتطلب مني تغيير المكان الذي أجلس فيه أكثر من مرة فقط لتنظيف·· حين لا تجد ما تفعله تقارنني بأزواج شقيقاتها وصديقاتها وبكل رجال العالم وتشعرني بأنني لا شيء أمامهم وتندب حظها في كل دقيقة مثل البومة····بل تحرص على الادخار من مالي دون علمي وتكثر طلباتها ولا تتوقف عن الطلب بإلحاح حتى أصرخ في وجهها وأقلب جيوبي وأخرج غاضبا·· بالله عليكم أليست حياتي جحيما؟