أعلن مسؤول في حزب النهضة التونسي أمس، أن الأمين العام للحزب حمادي الجبالي هو مرشح الحزب لرئاسة الوزراء، ولم يستبعد الحزب أن يعرض منصب الرئيس على القائم بأعمال رئيس الوزراء الحالي الباجي قائد السبسي لتولي منصب الرئيس· وكان راشد الغنوشي، زعيم الحزب الذي تشير نتائج رسمية جزئية إلى حصوله على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس، قد قال في وقت سابق إنه ”من الطبيعي أن يشكل الحزب الحكومة الانتقالية القادمة في تونس”· وقال الغنوشي في مقابلة مع إذاعة تونسية ردا على سؤال بشأن تشكيل الحكومة ”النهضة سينال نصيبه في روح من التنازل والإيثار، لكن الحزب الحاصل على الأغلبية هو الذي يشكّل الحكومة، هذا هو الوضع الطبيعي”، مضيفا أن مختلف الإجراءات التي تلي الانتخابات وصولاً إلى تشكيل الحكومة الانتقالية ”يجب أن تتم في أقصر وقت ممكن لا يزيد على شهر”· وردا على سؤال بشأن من سيتولى منصب الرئيس الانتقالي خلفا لفؤاد المبزع، قال الغنوشي ”شخص ناضل ضد الديكتاتورية” دون أن يحدد أي اسم· وأضاف ”الأمر لم يحسم ولا يزال قابلاً للتشاور”· ويتم تداول ثلاثة أسماء لهذا المنصب هم مصطفى بن جعفر زعيم التكتل من أجل العمل والحريات، ومنصف المرزوقي زعيم المؤتمر من أجل الجمهورية وأحمد المستيري المعارض التاريخي لبورقيبة وعضو المجلس التأسيسي لعام .1956 وأظهرت نتائج أولية غير نهائية تقدما كبيرا لحزب النهضة في الانتخابات التي نظمتها تونس الأحد الماضي بعد تسعة أشهر من الإطاحة بنظام بن على· وسيتولى المجلس الوطني التأسيسي المؤلف من 217 عضواً بعد اختيار رئيسه ونظامه الداخلي، اختيار رئيس انتقالي جديد يتولى تشكيل حكومة انتقالية جديدة تدير البلاد حتى تنظيم انتخابات جديدة في ضوء الدستور الجديد الذي سيضعه·
وفي السياق ذاته، بدأ حزب حركة النهضة مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك قبل إعلان النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي بعد أن أظهرت النتائج الأولية تقدمه على باقي منافسيه بفارق كبير· وقال القيادي في حزب حركة النهضة ذي التوجه الإسلامي عبد الحميد الجلاصي إن تقديرات حزبه تؤكد أنه فاز بنحو 40 بالمائة من مقاعد المجلس، وأنه يجري مشاورات مع حزب التكتل وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية اللذين حلا بعده في النتائج الأولية للانتخابات، لتشكيل حكومة وحدة وطنية· غير أنه أكد أن حزبه لن يستثني من هذه المشاورات أي حزب أو شخصية أو حركة اجتماعية، وقال في تصريحات صحفية يوم أمس ”لقد كنا في السابق ضحية سياسات الإقصاء، وهدفنا اليوم هو تكوين حكومة وحدة وطنية”· وأضاف الجلاصي، الذي كان مديرا للحملة الانتخابية للنهضة، أن حزبه سيحرص على ضمان استمرارية مؤسسات الدولة، ولن تحدث القطيعة، وتابع ”لقد جئنا إلى السلطة بالانتخابات وليس بالدبابات”·
من ناحية اخرى، اتهم الكاتب المحافظ جيفري كونر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقوية من وصفهم ب”المتشددين الإسلاميين” في العالم العربي، وقال إنه يقود موجة انحدار أمريكا والصعود السريع ل”الجهاديين” المسلمين· وأوضح الكاتب في مقال بصحيفة ”واشنطن تايمز” أن الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحول إلى ”شتاء إسلامي” خلافا لمزاعم إدارة أوباما، فالتحرك الشعبي في العالم العربي لم يؤد إلى ميلاد الحرية من جديد وما يعنيه ذلك من ازدهار الديمقراطيات الليبرالية في البلدان العربية، بل إلى نجاح الأصوليين الإسلاميين في استغلال غضب الشارع من الفساد وأنظمة التسلط كحصان طروادة لنشر التطرف·