حمل رئيس المكتب التنفيذي المستقيل، بالمجلس الانتقالي، محمود جبريل، قطر مسؤولية فوضى السلاح التي تشهدها ليبيا، والتناحر والخلافات الدائرة بين “الثوار” ومختلف التيارات التي تقود المرحلة الجديدة، وذلك من خلال العمل على إثارة “الفتنة” بدعم أطراف معينة لم يسمها، في إشارة ضمنية إلى “التيار الإسلامي”. وقال جبريل، في تصريحات لقناة “العربية”، إن قطر تحاول الآن لعب دور أكبر من إمكانياتها في شؤون ليبيا وتؤيد فصائل لم يسمها، مضيفا ” قدمت قطر الكثير للثورة الليبية في بدايتها حقيقة وقامت بدور لا يمكن أن ينسى.. لكن أعتقد أنها الآن تحاول أن تقوم بدور أكبر من إمكانياتها الحقيقة”، متهما إياها بالوقوف إلى جانب فصائل لم يسمها، في الحرب ضد نظام القذافي المنهار، وذلك بالمال والسلاح وحتى الجنود والدعم اللوجيتسكي. وقال رئيس الوزراء الليبي السابق “قطر تمتلك ما يمكن أن يسمى أدوات القوى الناعمة.. المال والإعلام.. لكن سواء قطر أو غير قطر كل الدول عندما تصل إلى مرحلة يسمونها علماء السياسة الانتشار الأكثر من الإمكانيات هذا يؤدي إلى الانكسار من الوسط”. وأوضح جبريل أن قطر حاولت دائما لعب دور في الصراعات بالمنطقة بما في ذلك في إقليم دارفور بالسودان والقضية الفلسطينية، مضيفا أن “الدور القطري في ليبيا إذا كان دورا يلبي مصالح الشعب الليبي فهو دور مرحب به لكن عندما تنحاز قطر إلى فئة أو إلى فئة ما ضد بقية الشعب الليبي لإثارة الفتنة فهذا قد لا يكون في صالح الشعب الليبي”. ومضى يقول “ليبيا لن تكون تابعة لأحد سواء قطر أو غيرها ولا الولاياتالمتحدة ولا فرنسا ولا بريطانيا.. نحن نشكر كل هؤلاء الحلفاء علي دعمهم ومساندتهم للشعب الليبي لكن لا أعتقد أن الليبيين قد يقبلون بتدخل خارجي أو أن أي أحد ينتهك سيادتهم”. وفي الأثناء، كشف القيادي الإسلامي الليبي علي الصلابي عن تشكيل حزب إسلامي جديد على غرار النهج المتبع في تركيا من قبل وفي تونس الآن، ونفى أن يكون يعتزم ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة في ليبيا. وقال الصلابي في مقابلة مع صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية، إن الحزب الجديد “حصل على دعم بعض الزعماء السياسيين والدينيين في ليبيا، وإن حركته تؤيد إسناد الدستور الجديد في ليبيا إلى أحكام الشريعة الإسلامية، لكنها ستتبنى السياسة الديمقراطية على غرار حزب العدالة والتنمية في تركيا وحزب النهضة في تونس”. وقال الصلابي، الذي أمضى 8 سنوات في سجون نظام العقيد معمر القذافي وكان يعيش في المنفى في قطر قبل سقوط نظام القذافي، إن حركته “ليست حزبا إسلاميا بل حزباً قوميا تحترم أجندته السياسية المبادئ العامة للإسلام والثقافة الليبية”، مشيرا إلى أن عبد الحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة سابقا والذي يتولى الآن رئاسة المجلس العسكري في طرابلس، وإسلاميين بارزين آخرين مثل محمد بوسدرة، هم من بين المؤيدين للحزب الجديد، إلى جانب زعماء القبائل وأعضاء المجلس الانتقالي. من ناحية أخرى، ذكر تقرير إخباري ليبي أمس، أن اقتتالا بأسلحة “آر بي جي” ورشاشات وبنادق “الكلاشينكوف” يجري بين ثوار مدينة الزاوية وثوار منطقة المايا الواقعة على بعد حوالي 27 كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس. وقالت صحيفة “قورينا الجديدة” الليبية إن “الاقتتال بدأ منذ مساء الخميس حوالي الساعة التاسعة مساء بتوقيت ليبيا، وذلك لأجل السيطرة على معسكر ال27 وهو المقر السابق للواء المعزز 32 التابع لكتيبة خميس نجل العقيد المقبور معمر القذافي”. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قوله إن الاقتتال مازال مستمرا حتى هذه اللحظة، وإن هناك أصوات أسلحة ثقيلة يعتقد أنها أصوات مدافع يسمع دويها في أرجاء منطقة المايا والمناطق المحيطة بها، وأضافوا أن المواطنين يعيشون حالة من الفزع نتيجة الاقتتال.