تجددت أمس، موجة الاحتجاجات بولاية عنابة للمطالبة بإضفاء الشفافية في توزيع عقود التشغيل على البطالين والتعجيل بالإفراج عن القوائم السكنية قبل حلول الشتاء، خاصة مع عودة هواجس الفيضانات وانهيارات المنازل مثلما حدث في منطقة بني محافر الأسبوع الماضي· ففي بلدية عين الباردة، أقدم بطالو قرية امجاز الغسولب على غلق الطريق الوطني الرابط بين عنابة وفالمة أمام حركة المرور، احتجاجا على إقصاء المئات من البطالين من حصة التشغيل التي وزعتها السلطات المحلية على الشباب العاطل·· المحتجون طالبوا بضرورة التفات مسؤولي بلدية عين الباردة لشبان هذه المنطقة، معتبرين الحصة المخصصة لهم والمقدرة ب 700 عقد لا تتماشى وخصوصية القرية التي تتوفر على منطقة صناعية، في الوقت الذي تحصي فيه مصالح البلدية قرابة 2000 طلب من طرف الشباب البطال· كما نظم صباح أمس العشرات من سكان حي البرتقال ببلدية عنابة حركة احتجاجية، تجمهروا من خلالها أمام البوابة الرئيسية للولاية، تعبيرا منهم عن تذمرهم الكبير من تأخر السلطات المحلية في تطهير قائمة المستفيدين من حصة 42 مسكنا اجتماعيا المخصصة لهذا الحي في إطار الحصة الأولى من البرنامج الذي سطرته السلطات المحلية للقضاء على السكنات الهشة والبيوت القصديرية بعاصمة الولاية، وهي القائمة التي تم الإفراج عنها في نهاية الأسبوع الماضي·· المحتجون طالبوا والي الولاية بفتح تحقيق عاجل في القائمة المخصصة لحيهم، كونها ضمت أسماء أشخاص غرباء عن المنطقة، حيث أكدوا أن 19 شخصا من القاطنين في سكنات هشة بحي لاكولون وبني محافر تم إدراجهم ضمن القائمة المخصصة لحي البرتقال، وهوما اعتبره المحتجون إجحافا في حقهم· ومن هذا المنطلق، فقد أقدم المحتجون على التجمهر أمام مدخل الولاية، مطالبين بضرورة تدخل والي الولاية للحسم في مطلبهم، في الوقت الذي سارعت فيه وحدات الأمن إلى تعزيز تواجدها في محيط مقر الولاية تحسبا لأي طارئ، لأن بعض المحتجين حاولوا غلق المسالك المؤدية إلى الولاية، انطلاقا من ساحة الثورة، لتقوم الفرق الأمنية بتفريق المحتجين، الذين أصروا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلغاء القائمة التي تم الإفراج عنها، وإعادة دراسة ملفات طالبي السكن على مستوى ضاحية حي البرتقال، لأن بعض العائلات تقيم في سكنات هشة وآيلة للانهيار منذ الحقبة الاستعمارية، وكانت قد أودعت طلبات الاستفادة من سكن اجتماعي منذ أزيد من عشريتين من الزمن، فضلا عن كون السكنات المخصصة لهذا الحي انتهت بها أشغال الإنجاز قبل أربع سنوات، لكنها ظلت شاغرة ومهجورة، بسبب تأخر لجنة الدائرة في دراسة الطلبات· وفي السياق ذاته، نظم أمس العشرات من سكان حي سيبوس وقفة احتجاجية أمام البوابة الرئيسية لولاية عنابة، للمطالبة بالإفراج عن القائمة الجديدة للمستفيدين من السكن الاجتماعي المخصصة لهذا الحي، لا سيما وأن السلطات المحلية كانت قد وعدت بإعادة النظر في قائمة المستفيدين من حصة 100 مسكن اجتماعي، التي كان قد تم الإفراج عنها قبل ستة أشهر، حيث طالب المحتجون والي الولاية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالكشف عن نتائج التحقيقات التي كانت قد قامت بها لجنة مختصة، بعد الشكاوى التي تقدم بها سكان الحي، بخصوص وجود أشخاص من خارج الحي ضمن قائمة المستفيدين، فضلا عن مطالبتهم بالتعجيل في توزيع السكنات الموجهة لهذا الحي قبل حلول فصل الشتاء، لأن مشكل الفيضانات يبقى أكبر هاجس يثير مخاوف سكان ضاحية سيبوس كلما تساقطت الأمطار· إلى ذلك حددت السلطات المحلية لولاية عنابة اليوم الخميس كموعد للإفراج عن قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية الخاصة بوسط المدينة، وكذا ضاحية ”البلاص دارم” بالمدينة القديمة، على أن يتم الكشف عن القائمة المخصصة لطالبي السكن على مستوى حي الصفصاف في غضون الأسبوع القادم، لتغلق بذلك قوائم المستفيدين من الحصة الأولى التي تتضمن 1960 وحدة سكنية، لأن القوائم الخاصة بهذه الأحياء كان مقررا الكشف عنها في أوائل شهر نوفمبر الجاري، قبل أن تقرر مصالح الدائرة تأجيلها إلى ما بعد عيد الأضحى·