حل رئيس مجلس الإدارة السابق لجمعية الخروب والمساهم محمود حورابي ضيفا على ”البلاد” بقسنطينة، للكشف عن الكثير من القضايا التي تهم النادي الخروبي والتي أسالت الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بعدم استدعائه إلى اجتماعات مجلس الإدارة الحالي، رغم أنه ما يزال عضوا في الفريق ومساهما في الوقت نفسه، إضافة إلى كشفه عن الكثير من الإحصائيات والضغوطات التي لا يزال يتعرض لها لحد الآن من طرف مجموعة من الخفاء التي لا هم لها كما قال المتحدث سوى زرع البلبلة وخدمة لمصالح شخصية بحتة، مشيرا إلى أن الرئيس الحالي معمر ذيب تجاوز خطوطه الحمراء، خاصة فيما يتعلق بقضية تسليم المهام التي اعتبرها غير قانونية، إضافة إلى السجل التجاري المزور والذي قد يجره إلى أروقة المحاكم بسبب بعض الخروقات القانونية، كما قال حورابي، الذي طالب من المسؤولين المحليين والمشرفين على الرياضة الوطنية فتح تحقيق من أجل تحديد مسؤولية كل واحد· أولا، مرحبا بك بالمكتب الجهوي لمكتب البلاد ونشكرك على تلبية الدعوة؟
لا شكر على واجب، كما يقال، فمهمتي الأولى هي إطلاع الرأي العام على الأمور التي لا يعلمها، لا سيما الشارع الرياضي الخروبي، كما لي شرف تلبية دعوة ”البلاد” ·
من أين تريد أن نبدأ الحوار؟
أولا أريد أن أوضح شيئا مهما، هو أنني قررت أن أخرج عن صمتي بعد سنة من استقالتي من رئاسة مجلس إدارة جمعية الخروب، وأردت أن أطبق مقولة ”الجسم السليم في العقل السليم”، ولا أريد التسرع في قراراتي لكن الآن حان الوقت لأن أضع حدا لتصرفات بعض الأشخاص، وإيضاح الكثير من التجاوزات التي أعتبرها غير قانونية، وعلى علم بالقوانين التي تسير الاحتراف، كما كان في اعتقادي من قبل، قصد تطوير الرياضة الأكثر شعبية في العالم والجزائر على وجه الخصوص· كما أن برنامج فخامة الجمهورية حفزني على أن أقدم السند الكبير للكرة في الجزائر، لا سيما في فريقي المحبوب جمعية الخروب لكي لا تبقى الكرة حكرا على الدولة بل تسير بفضل أشخاص مثقفين، لكنني وجدت نفسي في حصار بعد رئاستي لجمعية الخروب·
هل من توضيح أكثر من فضلك؟
بعد أن تم استدعائي من طرف مجموعة من المستثمرين في الخروب، وبواسطة أحد الأصدقاء من أجل تكوين الشركة الرياضية والدخول في عالم الاحتراف الذي تطلب مجهودات كبرى في ذلك الوقت، التقينا خلال اجتماع ببيت أحد المسؤولين في الخروب لتكوين الشركة، حيث عين في ذلك الوقت رئيس مجلس الإدارة و6 أعضاء، إضافة إلى الفريق الهاوي· والقضية الأولى التي فاجأتني هي أن الخبير قام بتقييم ممتلكات الفريق الهاوي وأسهمه بما يقارب 19 مليار و200 مليون سنتيم وهو رقم ضخم جدا مقارنة ببعض الفرق الأخرى، المهم قررنا المساهمة في الشركة بدفع 100 مليون سنتيم لكل عضو بعد تقييم الخبير، وذلك لعدة أسباب وعلى رأسها أنه لم يبق سوى أسبوع فقط على دفع ملف الاحتراف لدى الرابطة الوطنية والفاف وتمت كل الأمور بشكل منظم، حيث تم قبول ملف لايسكا لدى المسؤولين على الكرة في الجزائر·
تحدثت عن الحصار الذي تعرضت له في الأيام الأولى من تأسيس الشركة، ماذا تقصد بالتحديد ومن هم الأشخاص الذين كانوا وراء ذلك؟
والله لم أكن أعلم أن الاحتراف في ذلك الوقت ليس بالشكل الذي وجدته في نادي جمعية الخروب·· المهم، عندما انطلقنا في العمل آنذاك رفقة رئيس مجلس الإدارة قجالي ومهداوي وشخصي، وجدنا أنفسنا نتخبط في دائرة من المشاكل الإدارية والمالية على وجه الخصوص، حيث كان من المفروض أن يقوم الخبير بعملية التقييم، ويتم إبلاغ كل مساهم في الشركة من أجل دفع مبلغ 100 أو 200 مليون سنتيم، لكن كل الأمور اختلطت وانقلبت رأسا على عقب، حيث اضطر الرئيس قجالي في ذلك الوقت لتسديد مستحقات اللاعبين وبعض المصاريف وذلك من رأس مال الشركة الذي بلغ ذلك الوقت 550 مليون سنتيم، وهذا خطأ إداري لا ألومه عليه، بما أن الأموال لم تكن كافية، ولأنه لا أحد من المساهمين مد يده لجيبه للمساهمة في مصاريف الفريق· كما أنني تكفلت رفقة قجالي بمتطلبات التنقلات، لكن لم يستمر وقتها قجالي في مهمته، حيث كان يعاني من مشكل صحي تطلب نقله على جناح السرعة إلى فرنسا للعلاج، ومن ثم بدأت الطامة الكبرى وتوليت شؤون الفريق نيابة عنه رغم أن الجميع لم يعترف بي كنائب الرئيس، وأريد أن أضيف شيئا آخر·
ماهو تفضل···؟
تدخل بعض الأطراف من أجل إقناعي بتولي مقاليد الرئاسة ”في إشارة إلى الوزير أبركان”، رغم أنني رفضت في البداية، لكن بعض المسؤولين الشرفيين أكدوا أنهم سيقفون إلى جانبي ولهذا السبب وافقت على المهمة، حيث استلمت المهمة في 18 سبتمبر 2010 من طرف 5 أعضاء نصبوني كرئيس، والمفاجأة الثانية هي أنه قبل دفع الملفات لدى الموثق، قامت مجموعة في الخفاء بإفساد الأمور من أجل أن لا أكون رئيسا لمجلس الإدارة لأسباب تبقى تحيرني لحد الآن·· المهم واصلت المهمة رغم أنه لم يكن في رصيد النادي سوى 12 مليون سنتيم والفريق لم يتلق الدعم من الدولة ولا من الشركاء خلال عهدتي التي دامت 4 أشهر·
وماذا حدث بعد ذلك؟
بحكم أصولي وحبي للفريق استدعيت الأعضاء من أجل تسيير الفريق والعمل بكل تفان من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن لا حياة لمن تنادي، حيث بدأت معاناتي في الأيام الأولى رغم أن الفريق كان يحقق وقتها نتائج رائعة، والطامة الكبرى هي أن المساهمين الذين استدعيتهم رفضوا المجيء لكنهم اجتمعوا مع رئيس البلدية في وقت من المفروض أن يجتمعوا معي بمقر الفريق، وهو الشيء الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب·
لنعود قليلا إلى قضية التقييم التي فاقت 19 مليار والتي اعتبرتها غير عادية، هل لك أن توضح الأمور أكثر؟
صحيح، إن بعض الفرق الكبرى لم يتم تقييم رأس مالها المعنوي وليس المادي بأكثر من 200 أو 400 مليون سنتيم، فكيف لجمعية الخروب أن يقيم رأس مالها بأكثر من 19 مليار سنتيم، المهم فقد تقدمت في ذلك الوقت بطعن من أجل تخفيض رأس المال للسماح للمساهمين بالبقاء في الفريق، حيث تحصلنا على خبرة مضادة من رئيس المحكمة من أجل إعادة الخبرة وتقييم الممتلكات العينية للفريق، وعن طريق محافظ الحسابات والخبير لرقم عبد الحفيظ وبعد تعيين هذا الأخير شرع في الإجراءات القانونية باستدعاء رئيس الفريق الهاوي حسان ميلية، لكن كل هذا قوبل بالرفض ثلاث مرات على التوالي، ورفض الذهاب إلى المحافظ لإعادة عملية التقييم وتمكينه من العقود والحسابات· ورغم عدم حضوره، قام الخبير باستدعائي رفقة ميلية بمقر الشركة مرة أخرى، حضرت شخصيا، لكن ميلية رفض مرة أخرى الامتثال لاستدعاء الخبير الذي قام بكتابة تقرير مفصل يتحدث فيه عن رفض ميلية الحضور، ومن هنا فهمت أن هناك مخططا يحاك لي من طرف بعض الأشخاص من أجل تكسير مشروعي لتطوير الرياضة وتأكدت بعدها أن بعض الأشخاص يرفضونني تماما·
هل لنا أن نعرف السبب الرئيسي الذي جعل هؤلاء الأطراف يرفضونك في الفريق؟
في الحقيقة، أريد أن أقول إن الكرة في الجزائر يلزمها أشخاص يعملون من أجل مصلحة النوادي وليس لمصلحتهم الشخصية، خاصة وأن المؤامرة التي حيكت من أجل إبعادي والضغط علي لكي أرحل من الرئاسة بلغت حد الاعتداء علي على مستوى العين، وهي القضية التي علم بها الكبير والصغير في الساحة الرياضية، والتي كادت تسبب لي عاهة مستديمة لا للشيء إلا لأنني مسير كفء ومثقف، لكنهم رفضوني كما قالوا بحجة أنني ابن مدينة بسكرة وليس ابن الخروب، وأنا دائما أقول يجب محاربة المفسدين والتوضيح للرأي العام الرياضي أنني طبقت الحديث المأثور ”من رأى منكم منكرا فليغيره”، لأن وضع سياسة كروية في الجزائر يتطلب أشخاص مثقفين وواعين بالمسؤولية·
الجميع يعلم أنك قدمت الاستقالة بعد هذه الحادثة ورفضت تسليم المهام لإدارة ذيب، لكن كيف وافقت بعدها على تسليم المهام؟
قبل هذا فإنه وبعد تقديمي للاستقالة بسبب المحيط المتعفن الذي يسود بيت النادي الخروبي والضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها، أصبح أشخاصا غرباء يهددوني عن طريق الهاتف، وتدخل رجال الدين ومسؤولين، حيث تمت عملية الصلح، لكنني أوضح أن هذا الصلح كان تحت التهديد· أما قضية عدم تسليمي المهام للرئيس الجديد معمر ديب فهو لسبب واحد، أريد أن أذكره بالتفصيل·
تفضل ··
أثناء اطلاعي على القوانين العامة للفاف وقانون الاحتراف الجديد، تأكدت أنه على أي مساهم جديد في الفريق أن يمر عبر جمعية عامة، حيث يوجه استدعاء رسمي لكل الأعضاء، موضح فيه جدول الأعمال وفقا للمادة ال 26 من القانون الأساسي والتي تؤكد كلامي، وأنا أقصد بذلك صوت الرئيس قجالي الذي كان متواجدا وقتها بفرنسا للعلاج، ومن المفروض أن يرسل إليه الأعضاء استدعاء من أجل التصويت على دخول مساهم جديد، ولم يحضر قجالي لأسباب صحية، وتمت عملية تنصيب معمر ذيب في غيابه، حيث عقدت جمعية عادية وليست عامة، حيث كتبوا محضر تعيينه كمساهم وفي الوقت نفسه كرئيس لمجلس الإدارة، رغم أن القوانين تقول إنه على أي شخص يريد الدخول إلى الشركة كمساهم فقط عليه الانتظار 15 يوما وهي المدة التي يتم فيها استعداء كل أعضاء مجلس الإدارة والمساهمين في الشركة الرياضية، وهذا خرقا للقانون·
هل هذا الأمر هو الذي جعلك ترفض إسناد المهام للرئيس ذيب؟
بالطبع، كيف لي أن أسلم المهام لأشخاص خرقوا القانون، ورغم هذا فإنني تكلمت مع الرئيس ذيب وهنأته على منصبه الجديد، وتحدثت معه عن كيفية تسليم المهام التي تمر عبر إجراءات وأولها إدخال الأسهم في رصيد الشركة، لكنه رفض هذا الإجراء وقام برفع دعوى قضائية استعجالية من أجل تسليم المهام، لكن تم رفض الدعوة من طرف المحكمة لعدم التأسيس، ولعل هذا ما جعله يتجه نحو أسلوب آخر·
ما هو؟
تواصلت التهديدات نحو شخصي والضغط علي من أجل تسليم المهام، ووصل به الأمر إلى تهديدي وتحريض الأنصار، لكن محبي الفريق تدخلوا وأكدوا لي على تسليم المهام خدمة لمصلحة الفريق، واحتراما لهم سلمتهم السجل التجاري، عقود اللاعبين والختم، عن طريق المحضر القضائي، وهنا بيت القصيد، حيث من المفروض على الرئيس المؤقت مواصلة الإجراءات، لكنه تمادى في أخطائه عوض أن يصب الأسهم في رصيد الشركة·
بذكرك لرصيد الشركة الذي أسال الكثير من الحبر، قلت من قبل أن الرئيس معمر ديب تصرف بشكل غير قانوني مع الإجراءات الإدارية، هل لك أن توضح أكثر؟
أريد أن أؤكد للرأي العام أن رصيد الشركة التجارية ما يزال تحت تصرفي، وأتحدى أي شخص أن يقول أن حورابي صرف أموال الفريق كما قالوا في الندوة الأخيرة والتي بلغت مليار و800 مليون سنتيم، فالحسابات عندي والدليل مدون على الورق والمصاريف التي تركتها كانت قانونية· أما بخصوص الرصيد، فالرئيس ديب فتح بواسطة علاقاته الشخصية رصيد آخر للشركة لكنه غير تجاري بل عادي، ودعم الدولة أصبح يصب في هذا الرصيد، وأنا أرفض أن يكون عاديا وليس تجاريا وهذا متنافي تماما مع القوانين العامة للاحتراف· أما بخصوص الاتهامات فأنا أتحدي أي شخص يقول إن حورابي قام بعملية غير قانونية، والوثائق عندي حتى أنني تركت المبلغ نفسه الذي وجدته في الرصيد عندما ترأست الشركة وهو 12 مليون سنتيم، كما تبينه الوثائق