عرض مساء أمس بقاعة ”سينما السعادة” في وهران، فيلم ”المغني” للمخرج العراقي قاسم حول ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان وهران للفيلم العربي· ويصور هذا العمل على مدار تسعين دقيقة، جانبا من الدكتاتورية والتعسف في استعمال السلطة من خلال نموذج ديكتاتور عراقي قال مخرج العمل إنه ليس بالضرورة صدام حسين، ولكنه ابنه ”عدي” مع إسقاط على جميع نماذج الدكتاتورية في العالم· وتدور أحداث الفيلم الذي استقطب عددا هاما من المتابعين، حول حكاية مغن عراقي يدعى ”بشار البصري” واسمه الحقيقي ”بشار العزاوي” تمت دعوته إلى حفل عيد ميلاد الدكتاتور أو الرئيس، غير أنه تأخر في وصوله إلى القصر الرئاسي للغناء باعتباره المغني المفضل لدى الدكتاتور· ولخوفه الشديد ودرايته بمصيره المؤلم الذي سيلحق به في حال تخلفه عن الحضور، بدل قصارى جهده للوصول في الوقت، إلا أنه لم ينجح، مما كلفه الغناء ووجهه للحائط، حيث إن الدكتاتور عاقبه ب”فرصة الغناء” دون أن يرى ضيوف عيد الميلاد وأصدر قرارا بمنعه من الغناء في التلفزيون على أن يغني في الإذاعة فقط· ولأن المغني لم يتعود على هذا النوع من الأداء، راح يغني بحرقة والدموع تنزل من عينيه وخلفه تدور أحداث مثيرة بطلها الدكتاتور الذي جسد دوره الممثل العراقي طارق هاشم، في حين جسد دور المغني المخرج والممثل عامر علوان الذي حضر عرض فيلمه في ”سينما السعادة”·
والمثير في الفيلم أن المخرج صور جانبا من الظلم والاستعباد داخل القصر، وأكد أن أحداثه حقيقة ومستوحاة من الظلم الذي يمكن أن يكون أينما وجد نظام متسلط، فكان بذلك تصويرا لشخصية دكتاتور قال قاسم حول إنه واحد من مدرسة الدكتاتورية التي تنتهي حتما· وفي السياق ذاته، نقلنا المخرج إلى عالم آخر من الطغيان الذي اتخذ أشكالا كثيرة كان أبرزها القتل العشوائي وانتهاك الأعراض والخيانة، فكان المغني هو رمز للمجتمع بأفراده وجماعاته والدكتاتور هو صورة مقربة ونموذج عن النظام العراقي السابق· وأكد قاسم حول ردا على أسئلة الإعلاميين عقب العرض، أنه لا يعتمد في أفلامه عادة على الرمزية بل هو يسميها دلالات، وأن السينما عموما لا تتحمل الرمزية لأن الفيلم يلامس جانبا حقيقيا من واقع معيش· ورغم أن الفيلم كان مجموعة من الإسقاطات، إلا أن المخرج كشف عن نقمه من نظام صدام حسين، موضحا أن فيلمه ليس ”تصفية حسابات شخصية”·
من ناحية أخرى، صفق جمهور قاعة ”سينما السعادة” مساء أول أمس بقوة بعد متابعة الفيلم السوري ”دمشق مع حبي” للمخرج محمد عبد العزيز ضمن مسابقة الأفلام الطويلة· ويحكي هذا العمل قصة فتاة يهودية دمشقية في المطار يكشف والدها عن سر قديم تلغي بطلة الفيلم ”هالة” إثره رحلتها إلى روما لتدخل في رحلة بحث من نوع آخر تفتش فيها عن حبيبها الذي مضى على غيابه عشرون عاما بسبب الحرب الأهلية اللبنانية التي التحق بها فانقطعت أخباره هناك· والمثير في الفيلم الذي شارك فيه الفنانان السوريان خالد تاجا وجهاد سعد؛ هو تمسك ”هالة” بحلم لقاء حبيبها واقتناعها بوجوده رغم السنوات التي مرت، إلى أن تلتقي مع توالي أحداث العمل الذي استغرق عرضه 95 دقيقة، بأحد أصدقائه في الحرب اللبنانية كان قد عاد إلى دمشق فاقدا إحدى رجليه· وهنا يساعدها على تقفي خطى حبيبها بتوفير بعض المعلومات والأخبار التي تقرب المسافة بينهما· وفعلا التقته بعد رحلة شاقة، ووجدته مقعدا على كرسي متحرك بعدما تمكنت منه الحرب وجعلته يعتكف ب”دير” في دمشق ويصبح راهبا لأنه فضل عدم الزواج والعيش على ذكريات ”هالة”·