يسعى سينمائيون في العراق إلى إحياء الحركة السينمائية المتوقفة في البلاد منذ أكثر من 20 عاما جراء الحظر الاقتصادي في تسعينيات القرن الفائت وتداعيات الغزو الأمريكي العام 2003 من خلال إنتاج أفلام روائية وتسجيلية تحاكي الواقع العراقي في حقبتي الرئيس الراحل صدام حسين وما تبعها بعد الاحتلال من أعمال عنف وانهيار الوضع الأمني. ونجح مخرجون عراقيون شباب من تقديم نموذج جديد للسينما العراقية من خلال إنتاج أفلام استطاع عدد منها من كسب جوائز في مهرجانات عربية وأجنبية كانت جميعها بدعم من منظمات أجنبية فيما لا يزال الدعم الحكومي غائبا رغم أن دائرة السينما العراقية تعتزم قريبا طرح أول إنتاج لها منذ 20 عاما وهو فيلم "الكرنتينه" الذي يحاكي الواقع العراقي جراء العمليات المسلحة في البلاد. ومن أبرز الأفلام العراقية التي أنتجت بعد العام 2003 "غير صالح للعرض" للمخرج عدي رشيد 2004 و"أحلام" للمخرج محمد الدراجي العام 2005 وهما أول فيلمين صورا في العراق في ظروف قاسية بعد الغزو و"ابن بابل" العام 2009 وبتمويل من شركات ألمانية وبريطانية وهولندية وفرنسية فيما انتهى المخرج عدي رشيد من تصوير فليمه "كرنتينة" وهو أول إنتاج عراقي خالص من قبل دائرة السينما فيما سعى المخرج العراقي الكبير قاسم حول إلى تصوير فيلم "المغني" وهو إنتاج فرنسي بكادر فرنسي وعراقي إضافة إلى إنتاج أفلام روائية قصيرة وأخرى وثائقية حصدت جوائز في مهرجانات عربية وأجنبية منها فيلم" العودة" إلى الإمام وشمعة لمقهى الشابندر وروح السينما وانظر لهم وغيرها. ومنذ تأسيسها العام 1959 أنتجت دائرة السينما في العراق أكثر من 100 فيلم روائي أبرزها "الجابي" و"بيوت في ذلك الزقاق" و"التجربة" و"النهر" و"الرأس" وطالقادسية" و"يوم آخر" و"الظامؤون" و"المسألة الكبرى" و"بابل حبيتي" و"الأسوار" جميعها لمخرجون عراقيون كبار أبرزهم محمد شكري جميل وفيصل الياسري وصاحب حداد وجعفر علي حصل عدد منها على جوائز خلال مشاركتها في مهرجانات عربية وأجنبية. وقال المدير العام لدائرة السينما والمسرح في العراق الدكتور شفيق مهدي: "لا توجد حركة سينمائية اليوم في العراق بالمعنى الحقيقي بسبب غياب الدعم الحكومي لها". وأضاف "جميع الفنون في مجالات القصة والرواية والشعر والرسم والفنون التشكيلية والمسرح حققت خطوات مهمة في السنوات التي أعقبت العام 2003 وأصبح لها جمهورا إلا الحركة السينمائية فهي ما تزال بعيدة كل البعد عن ماضيها وتاريخه الكبير". وقال "الحركة السينمائية اليوم لا تحظى بأي اهتمام من الحكومة بل ولا تعير لها أي أهمية رغم خطورة رسالتها ويبدو أن السياسيين في العراق اليوم لا يعرفون أهمية الحركة السينمائية وبالتالي فإن كل شيء موجود من كتاب سيناريو إلى مخرجين ومصورين وممثلين إلا التمويل الذي لا تؤمنه الحكومة لنا رغم مطالبنا العديدة". وأضاف "الحركة السينمائية تواجه اليوم حصارا من الحكومة العراقية رغم المصاعب والمخاوف التي نواجهها جراء الوضع الأمني وحركة المليشيات والجماعات المسلحة التي لا ترحم أحدا". ولم تعد دور العرض وصالات السينما في العراق اليوم تستقطب العراقيين بعد أن أغلقت أبوابها بشكل كامل ولم تعد هناك صالات تعر ض آخر ما تنتجه الشركات العالمية من أفلام كما اعتادوا قبل أكثر من ربع قرن حيث اضطروا إلى متابعة الأفلام الحديثة التي تعرض في القنوات الفضائية العربية والأجنبية إضافة إلى انتشار باعة الأقراص المدمجة لبعض الأفلام ومنها الأفلام التي أنتجتها شركات عالمية حول حرب الإطاحة بصدام حسين فضلا عن أفلام عربية وأجنبية متنوعة.