أعلنت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأوضاع في سوريا أمس أثناء عرض التقرير الأولي لرئيس بعثة المراقبين في سوريا محمد الدابي، أن السلطات السورية تحدت الخطة العربية من خلال استمرار ممارسات الجيش وقوات الأمن لأعمال العنف ضد المتظاهرين· وسربت مصادر مضمون التقرير الذي الذي أشار إلى أنه رغم الإفراج عن مئات المعتقلين لا يزال هناك معتقلون في مواقع غير معلومة، حسب شكاوى وردت إلى المراقبين من الأهالي في بعض المدن إضافة إلى أن سحب السلاح والآليات من المدن السورية لم يتما بالصورة المطلوبة· كما يتضمن التقرير معلومات عن تهريب للسلاح إلى الأراضي السورية· وقال المراقبون العرب، إن سوريا تتحدى مبادرة عربية تهدف إلى إنهاء قمع الاحتجاجات السلمية في الوقت الذي ناقش وزراء الخارجية العرب لمناقشة النتائج التي توصلت إليها بعثة المراقبين· وقال المراقبون في تقرير أولي إن عنف قوات الأمن السورية ضد المحتجين المناهضين للحكومة مستمر وإن الجيش لم ينسحب من المدن· ونقلت قناة ”الجزيرة” عن أجزاء تم تسريبها من التقرير قولها إن الحكومة السورية التزمت جزئيا فقط بتعهداتها بالإفراج عن المعتقلين السياسيين إذ يشكو مواطنون من أنه ما زال هناك بعض المعتقلين في أماكن مجهولة· وناقش وزراء الخارجية العرب في القاهرة ما إذا كانوا سيطلبون من الأممالمتحدة مساعدة بعثتهم التي فشلت في إنهاء حملة قمع الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة أشهر والتي تشير أرقام أعلنتها الأممالمتحدة إلى أنها أسفرت عن مقتل الآلاف· وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني إن القتل لم يتوقف وإن المراقبين ينبغي ألا يبقوا هناك ”لإضاعة الوقت”· ونقلت وكالة ”رويترز” عن مصادر بالجامعة العربية قولها إن الاقتراح الذي تقدمت به قطر يتضمن دعوة فنيين من الأممالمتحدة وخبراء في مجال حقوق الإنسان لمساعدة المراقبين العرب في تقييم ما اذا كانت سوريا تفي بتعهدها بوقف الحملة· وأضاف المصدر أن الجامعة ربما تطلب أن يكون الفريق الدولي الذي سيساعد البعثة من العرب· من ناحية أخرى، قُتل أمس، 11 جندياً على الأقل من الجيش السوري في اشتباكات عنيفة مع منشقين في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان·
وقال المرصد الذي مقره في لندن في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية ”دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في بلدة بصر الحرير في محافظة درعا قُتل خلالها ما لا يقل عن 11 عنصرا من الجيش النظامي وجرح أكثر من 20 آخرين”· ولفت المصدر نفسه إلى ”انشقاق تسعة جنود”·
وأورد المرصد أن ”اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في مدينة داعل في المحافظة نفسها، يستخدم الجيش النظامي فيها الرشاشات الثقيلة بشكل عشوائي بالتزامن مع قطع التيار الكهربائي عن المدينة”·