- عبد الحليم خدام: الأسد أبلغ وزيرا لبنانيا أنه سيشعل حربا طائفية أعلنت وزارة الدفاع الكويتية أمس، إصابة اثنين من الضباط المشاركين في بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في سوريا بجروح طفيفة أثناء تعرضهما لهجوم من قبل “متظاهرين لم تعرف هويتهم”. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بيان للوزارة أن الضابطين خضعا للعلاج بأحد المستشفيات وهما بصحة جيدة، مشيرة إلى معاودة عملها في مقر قيادة البعثة. وأوضح البيان -دون تفاصيل، أن مراقبين من الكويت والإمارات والعراق والمغرب والجزائر تعرضوا لهجوم عندما كانوا في طريقهم إلى اللاذقية أول قبل يومين. وفي الأثناء، هاجم الرئيس السوري بشار الأسد جامعة الدول العربية وموقفها من الأزمة الحالية في بلاده، كما اتهم بعض الأطراف العربية بأنها تعمل وفق أجندة لزعزعة استقرار بلاده، وكشف عن بعض التحركات الإصلاحية على صعيد الدستور وقوانين الانتخابات ومكافحة الفساد وإنشاء الأحزاب. وفي خطاب طويل استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة، شن الرئيس السوري بشار الأسد أمس، هجوما عنيفا على الدول العربية بلغ حد وصفهم بالمستعربين وأن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية معناه تعليق عروبة الجامعة. وقال الأسد في الخطاب الرابع منذ بدء الحركة الاحتجاجية في البلاد قبل نحو 10 أشهر، وخصص جزءا منه لتوجيه انتقادات حادة للدول العربية، إن “الدول التي تنصحنا بالإصلاح ليست لديها أي معرفة بالديمقراطية”، مضيفا “وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح بترك التدخين والسيجارة في فمه”. وأوضح د أن “العرب لم يقفوا مع سوريا يوما” مستشهدا بعدة مواقف مثل غزو العراق واغتيال الحريري وحرب لبنان عام 2006. وقال الأسد في خطابه إن بلاده تعمل منذ سنوات على تخفيف الخسائر الناجمة عن علاقتها بالعرب. واتهم الأسد في الخطاب الذي ألقاه في جامعة دمشق بالعاصمة السورية، أطرافا خارجية “بتسعير الأزمة في سوريا، قائلا “لا أعتقد أن عاقلا يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات، بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجيا ليصبح واقعا، لكن هذه المرة بأياد محلية”. وقال الأسد “إن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا، طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها، ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر”. وحول منع وسائل الإعلام من تغطية ما يجري، قال الأسد إن “بعض وسائل الإعلام حاولت أن تزيف الحقائق في سوريا، ومنذ بدء الاضطرابات وحتى شهر ونصف من هذه الأحداث المؤسفة التي أدمت قلب كل سوري، لكننا قررنا وضع ضوابط لانتقاء وسائل الإعلام التي تعمل داخل بلادنا، كي نوقف هذا التزييف الذي يستهدف دفعنا للانهيار”. وفي الشأن الداخلي، قال الأسد إنه لا يمكن إجراء إصلاح سياسي دون التعامل مع الواقع، مشددا على أنه لن يقبل بأي حل تفرضه طبيعة الظروف والأحداث، وقال إنه يتم الآن العمل على الإصلاح السياسي ومكافحة الإرهاب الذي انتشر مؤخرا. وكشف أن هناك اتجاها لضم قوى سياسية جديدة إلى الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أنه تم بالفعل التواصل مع هذه القوى وكان ردها إيجابيا. وفي السياق ذاته، نفى الرئيس السوري وجود أي أمر بإطلاق الرصاص في أي مستوى من مستويات الدولة، إلا في حالات يوضحها القانون للرد على هجوم مسلحين والدفاع الشرعي عن النفس. وقال إن قانون الأحزاب صدر وأعطيت بعض الأحزاب تراخيص، وكشف أن هناك عدة أحزاب أخرى تنتظر استكمال الأوراق والشروط لتحصل على تراخيص اعتمادها وإعلانها. كما تحدث عن قانون مكافحة الفساد الذي قال إنه تمت إعادته إلى الحكومة لأنه ألغى هيئة التفتيش التي قال إنها أعم وأشمل من القانون الجديد. وفيما يتعلق بالدستور أوضح الأسد أنه أصدر مرسوما تم بموجبه تشكيل لجنة لإعداد الدستور من المقرر أن تنتهي منه خلال الفترة المقبلة، وقال إنه بعد اكتمال اللجنة من مهمتها سيُطرح الدستور الجديد للاستفتاء الشعبي في الأسبوع الأول من مارس المقبل. وقال إن الدستور الجديد سيركز على الحريات العامة والتعددية الحزبية وكون الشعب مصدر السلطات، وسيكرس دور المؤسسات وغيرها من المبادئ الأساسية. إعلان حرب اعتبر المجلس الوطني السوري من اسطنبول أن الخطاب الذي ألقاه الثلاثاء الرئيس بشار الأسد يتضمن “تحريضا على العنف” ويبشر بلجوء النظام السوري إلى “ممارسات أكثر إجراما”. وقالت بسمة قضماني العضو في المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة، في مؤتمر صحافي إن الخطاب ينطوي على “تحريض على العنف، وتحريض على الحرب الأهلية، ويتضمن كلاما عن التقسيم الطائفي الذي يؤججه النظام نفسه ويشجع عليه”. من ناحية أخرى، اتهم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، المنشق عن النظام الحاكم في دمشق، الرئيس بشار الأسد، بالإعداد “لحرب طائفية” وإنشاء “دولة الساحل” في حال تطورت الأوضاع في غير صالحه، وتزايدت عليه الضغوط الدولية. وقال في مقابلة خاصة على قناة “العربية” أمس “تحدث الأسد مع أحد أصدقائه من الوزراء اللبنانيين وأبلغه أنه لن يقدم أي تنازل، وإذا اضطر وكثرت عليه الضغوط سيلجأ إلى إشعال الحرب الطائفية في البلاد، وسيعمل على إقامة دولة في منطقة الساحل”.